JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

لا تتبع شغفك!



 بقلم الكاتبة السعودية أ. منى أحمد - صحيفة إنسان


قد كثر مؤخراً الحديث عن الشغف وانتشرت عبارات من قبيل "اتبع شغفك" و "شغفك هو الطريق للسعادة" ولكن هل الشغف حقيقة أم خرافة وكذبة؟ وهل الترويج له بهذه الصورة المضللة له تأثير حقيقي أم أنها مجرد عبارات تلقى القبول وتشعر الشباب بالسعادة اللحظية!

 

لو بحثنا عن مفهوم الشغف سواءً في الثقافة اليونانية أو في معاجم اللغة العربية فسنجد أن الشغف معناه: الحب الشديد والشعور بالحماس ورغبة لاتقاوم تجاه شيء ما، وقد يكون الشغف موجه لأشخاصٍ أو أماكن أو حتى فكرة أو نشاط ما، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح يتكرر مفهوم الشغف بشكل كبير و يتم ربطه غالبًا بالعمل الوظيفي، حيث نسمع أن الكثير يرددون

"اعمل في شغفك" و "افعل ماتحبه فقط".

 

ولكن باعتقادي أن هذه نظرة غير واقعية ومضللة لجيل الشباب، فمع انتشار الفكرة التي قد أجمع عليها الكثير من شباب الجيل الحالي وهيا تغيير مجال العمل لأنهم لم يجدوا أنفسهم في مجالهم الذي قضوا به العديد من السنوات في دراسته، بينما المجال الذي تحولوا لممارسته هو المجال الذي يحقق لهم الرضا والراحة النفسية.

و قد يكون هذا تصرف شجاع منهم حيث اختاروا العمل الذي يحبوه ويشعرهم بالسعادة والاكتفاء، ولكن لايجوز أن نعمم هذه الفكرة على جميع المجتمع!

فهناك أشخاص ليس لديهم شغف اتجاه شي أو ربما لم يكتشفوا شغفهم بعد أو أن المجال الذي هم شغوفين به لا يحقق في الفترة الحالية أي عوائد مالية أو أمان وظيفي، فهل من المنطقي أن نعمّم هذه الأفكار وندعوا الجميع بأن يتركوا أعمالهم ويتبعوا شغفهم ويذهبوا  للمجهول!

أحيانا قد يكون إتباعنا للشغف غير محققًا للسعادة والرضا وقد لا يوفر وظيفة جيدة أو حياة كريمة، وأيضا العمل في مجال لست شغوفاً به لا يعني بالضرورة شعورك بالتعاسة!

فقد يعمل الشخص في وظيفة مزدهرة ذات عوائد مالية ممتازة وتساعده في تحقيق شغفه الذي قد يكون هواية أو موهبة معينة تحتاج للاهتمام والوقت الكافي والمهارات اللازمة التي لاتستطيع صقلها وتحقيقها سوى بالعمل الوظيفي.

 

أعتقد أنه بدلاً من النصيحة المبهمة التي تقول "اتبع شغفك في مجال العمل" أن نقول "اسعى وراء عمل يحقق السلام النفسي ويتوفر به الأبداع والحرية الفكرية والتأثير"

و أن لا نربط السعادة بالعمل في مجال الشغف فقط بل بالاستفادة القصوى من مكان العمل بكثرة التجارب والخبرات وتوسيع المدارك وتنمية نقاط القوة، حتى يكونون قادرين مستقبلاً من توظيف شغفهم في أي مجال يرغبون به.

الاسمبريد إلكترونيرسالة