JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

يا محاسن الصدف 4




بقلم الكاتب السعودي أ.صالح الكناني - صحيفة إنسان

 

وحينما وصلنا إلى مطار الرياض ونحن لا نزال في الطائرة وكعادتنا في الوقوف في ممر الطائرة قبل أن تتوقف الطائرة ، وقفت وأنا مستعد للمغادرة وكان أمامي الإبن ووالديه وقد جرى بينهما حوار بلغة بالإشارة فهمت منه بأن الأب يطلب من ابنه أن يتصل من جواله بشخص ما ولأن الإبن يقف أمامي مباشرة فقد رأيت اسم الشخص الذي يريد الأب محادثته وهو ابنه إبراهيم ، وبعد إتمام الإتصال تفاجأت وصعقت حينما تكلم الإبن مخاطباً أخاه إبراهيم قائلاً: إبراهيم لقد وصلنا مطار الرياض أين أنت .... حسناً قابلنا في صالة القدوم ثم أقفل الخط وأعطى والده الهاتف وتحدث معه بلغة الإشارة ليقلب ظني رأساً على عقب ، فقد كان الأب هو الذي لا يستطيع الكلام وليس الإبن وأن الذي تعلم لغة الإشارة من أجل أبيه هو هذا الإبن البار وليس العكس.

لم أستطع تمالك نفسي من الذهول والإعجاب بل كدت أضحك من هذه الصدفة التي تفوق الخيال فما الذي يبقى في رحلتي هذه من عجائب لم أرها بعد؟!!.

فتحت البوابة وتقدمنا وحين وصولنا إلى الباب كان هناك موظف الخطوط يودعنا ويتحمد لنا بالسلامة وهنا وقفت الأم أمامه وهي منزعجة من التأخير الذي عانيناه حتى يتم فتح البوابة وكانت المفاجأة الكبرى بأن الأم أيضاً تتحدث بلغة الإشارة هي الأخرى لا تسمع ولا تتكلم وقد أعجبني موظف الخطوط حينما تفاعل معها معللاً سبب التأخير وكان يتقن لغة الإشارة فأي عجب أراه أمامي؟؟!!

أي موقف هذا وأي أسرة هذه التي تجد فيها الوفاء لبعضهم وأي الأبناء هؤلاء الذين يصبرون على بر الوالدين؟

 

الاسمبريد إلكترونيرسالة