JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

معنى المُعاناة



 


بقلم الكاتبة العراقية أ. فاطمة حسين – صحيفة إنسان

 

"لكي تعيش عليك أن تعاني، ولكي تبقى عليك أن تجد معنىً للمُعاناة"

شرح فيكتور فرانكل في كتاب الإنسان يبحث عن المعنى، نظرة الرُعب في المعسكر أضافةً إلى الخوف من المواقف وأمراض التيفوس

الا انهُ لم يجابههُ بالتراجع والتمني من الزوال بل كان يدفعهُ أكثر فأكثر هو حُب الفضول لمعرفة ماذا ينتظرهُ في  نهاية نفق المواقف القاسية وما ينتظرهُ خلف المعاناة.

أحياناً نستوعب أننا نعطي قيمة كبيرة لأشياء  طوال الوقت لاتستحق منا  بضع ساعات وهذا مايوهمنا ويدخلنا بنفق الليل المظلم للجانب الآخر السيء من رؤية الأشياء  وهذا مايجعلنا نفقد رونق الجمال الكامن داخل أنفسنا وداخل الطبيعة

مما نُحمل أنفسنا هم المُعاناة من دون تفكير فيما أن كانت تستحق هذا الذبول لأرواحنا أو لا،بل حتى أننا لانتَّشَبّث بفضُول المعرفة لما هو مُختبئ لنا خلف المُعاناة.

كون الإنسان مخلوقٌ اكتسابي يستطيع أكتساب كُل الأفكار المحيطة بهِ طالما الظروف متوفرة لهذا التغيير.

وهذا مايبرر موقف زميل فرانكل بعد خروجهُ من المعسكر فَ بينما فرانكل فهم أن لمعاناتهُ معنى وأخذ يطمح لنشر السلام

راح صديقهُ وهو يدهس  تلك الحشائش القصيرة بكل قسوة بقدميه بل أخذ يفكر  بأنَّ لو سمحت لهُ الفرصة لنشر قسوة المعاناة في البشرية أجمع  لنشرها،وهذا يظهر لنا كيف يُمكن أن تُغير المُعاناة الأشخاص وتجعل منهم آليات متحجرة لاتملك عاطفة ولارحمة خاصة بعدما يأسوا وأمنوا أنَّ المعاناة سحقت كل بهجة لأيامهم مُتناسين الحياة وأنها لازالت تسير وتعطي فُرصٍ تخلق الف معنىً ومعنىَ..

أقولها وبملأ الفم أن يجعل الإنسان مَعنىً لمُعاناتهُ ويُسير على خطاه أفضل بآلاف المرات من عيش معاناتهُ بفراغٍ وجودي يمحي كل قيمهُ الإنسانية المُبجلة ويذم نفسهُ ويحملها مسؤولية  كل شيء يتعرض لهُ ويُسبب لهُ المُعاناة.

لأن ما أن تتقهقر الحياة الداخلية للإنسان إلى مستوٍ بدائي يصبح هذا التقهقر فيما بعد شكلٌ من أشكال العُنف والتعصب تجاه الأشياء والأفراد الأقل منهُ قوة ودفاع.

أظن في نهاية المطاف ما أن يبحث الإنسان عن المعنى فعليهِ أن يبحث عن الحُرية والحُب أكثر من  بحثهِ عن أشخاص يشرح لهم معاناتهُ كون الحُرية هي المفهوم  الأعمق للحُب أن كان حُبٌ ذاتي أو حُب يتمحور حول الحياة،، لذا عليهِ أن يبحث عن المعنى كي يحظى بالسعادة الراهنة لحقيقة السوء الكامن في الأجزاء الظاهرة لحياتهُ.

علينا فِهم فكرة أنَّ زوال وجودنا،أو تَقبل وجودنا داخل المُعاناة لا يحتم أنهُ لم يكن لوجودنا معنى،فما أن نتمسك بفكرةٍ قوية تتمحور حول تغير السوء في أنفسنا إلى ماهو أكبر من السعادة للوجود الواقعي تكون لدينا فرص أكبر لتحقيق أشياءٌ كثيرة من خلال المُعاناة.

كما يقول سيغموند فرويد:

"الإنسان  قوي طالما أنه يتمسك  بفكرةٍ قوية"

الاسمبريد إلكترونيرسالة