JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

عصر الفراغ الانفرادي




بقلم الكاتبة العراقية أ. فاطمة حسين – صحيفة إنسان

 

 أبن خلدون شرح  في مقدمتهِ الشهيرة أنَّ الإنسان كائن أجتماعي وهذا الأنطباع في شخصيتهُ هو ماجعلهُ يتقدم في عجلة البشرية.

وجاء الفلاسفة من بعدهُ ليوافقوا رأيهُ بنقد الحداثة.

فَ مجتمع ما بعد الحداثة الذي اطرأ تغييرات واضحة في تغلب النظام الانفرادي على النظام الجماعي حَلل أخلاق المنفعة الشخصية على المنفعة العامة للبشرية أجمع.

فالبرغم من المناداة للحصول على مجتمعات متكيفة تحترم الحياة الشخصية للإنسان إلا أنَّ الاهتمام بالذات واللامبالاة  لما يحدث في النظام الجماعي أصبح هو السائد

فمثلاً شرح العالم الألماني ألبرت أينشتاين في كتابهُ العالم كما أراه ،أنَّ قدرة الفهم البشرية كانت ولاتزال مرتبطة بحدود ضيقة كون ثقافتنا التي تعتمد على الموضوعية  أصبحت تَعتبر كل  ما هو شخصي محرم علينا ألا نقترب منه،فَ على الرغم من أنَّ النظام الفرداني أصبح يؤثر بشكل قاتل على النظام الجماعي للإنسانية،لأن أستهجان اللامبالاة بالعالم الخارجي ومايعتريهِ من أجساد  أطفالٌ مفتتة في الشوراع  او حوادث قتل أمام المارة دون أي رغبة للمساعدة،حيث يُذكر سابقاً في عصر النظام الجماعي تتقدم المصلحة الإجتماعية والقيم العُليا على المصلحة الشخصية  فكان التعبير الجماعي هو الأولوية  على العنصر الفردي،أنَّ عالم الانفرادية يجرد الإنسان من عواطفهُ وينتزع من الإنسان صفة الحنو تجاه الأفراد في الجماعات غيرهُ تحت قانون أنا،انت،هم ونحنُ

أنَّ عصر الفراغ الذي يندد بتبجيل الذات  وأن كل ما هو خارج أطارنا  سواءً الفكري أو الثقاقي محرم الإقتراب منهُ أو مساعدتهُ،أصابَ الإنسان بالنكوص والتقهقر الداخلي  حتى أصبحت العلاقات الإجتماعية شيءٌ مُثير للأشمئزاز

مما إثارة النعرات الإجتماعية مابين أفراد المجتمع نفسه  سواءً أصحاب الفكر الواحد أو  كلا الجنسين معاً.

 هذا مانراه من تبادل الشتائم  من الليل إلى النهار بين الإنسان نفسه،حتى غدت الحياة  هي القيمة العُليا وأصبحت علاقة الإنسان مع الأشياء أهم من علاقاتهُ مع الناس.

أنَّ أنعدام كينونة  الأنتماء للإنسان نفسه أصابت البشر أجمع بالفراغ الوجودي أو أنعدام المعنى الغائي وهذا أدى بهم إلى الكآبة أو الأنتحار لأبسط الأسباب،كون العنف أصبح لفظياً  والشتائم أخذت تتصف بالطابع الشخصي.

أن عصر الفراغ في نظر الفيلسوف جيل ليبوفتسكي كاتب كتاب عصر الفراغ ،هو عصر لايحتمل الجد بل يُقدس الهزل والسخرية في منظومة التفاهة، يرفض العنف الجسدي من جهة ويقدس العنف اللفظي من جهةً أخرى، فأصبح لايُعيِّر النفس البشرية ولا الماضي ولا المستقبل  أي أهتمام  فبات سكانهُ  أصحاب نفوس هشة  قلقة كئيبة تدفعهم للفراغ  ومن ثم للانتحار بكُل سهولة.

الاسمبريد إلكترونيرسالة