JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ربطة عنق حزينة




بقلم الكاتبة اليمنية أ. ليلى محمد - صحيفة إنسان

 

أحمل الشعور حرفاً و أسمع العابرين عند محطة المتعبين..

كيف يحملنا القطار و يحمل همومنا المثقَّلة بالوجع على عاتقة ويترك للراكبين اذنه ، يسير ببطء كي يسترقَ السمع ..

في الداخل انثى متكأه على حزنها ومُسن على المقعد الآخر يضع يدهُ على تجاعيد الماضي التي طبعت آثرها على جبينه ينظر للشاب الحامل حقيبته المفتوحة على صورة اُنثاه .. تلك الصورة أغلى ما يملك و آخر ماتبقى منها …

و أنا أتنفس نبع الأصدقاء اللذين أحببتهم و أفنيتُ عشراً من السنوات في سفوح أفكارهم..

كانوا عيني التي اُطل منها على وجه الحياة، لم أخفق في اختياراتي لهم ، لم اتركهم ولم يتركوني لكنها الأيام كانت تتبع طريقها ؛ ففقدنا الأصدقاء …

ربما لأننا قطعنا حبلنا السُريَّ بيننا فخسرناهم ..

لا اشتاق للحياة بل أشتاق للأصدقاء؛ لمتاهة الغد معهم ، فميلاد العزلة دونهم موت ؛ و وقار قلوبنا تاه..

أفكارنا المتعرية بعيداً عنهم بؤس، أصوات ضحكاتهم واقع أصبح ذكرى صامتة..

على أي تربة أضع قدمي بعدكم ؟.

زوايا الليل تصرخ وحدها ، كانت يدي آخر ما حملته عند الرحيل هو ثمن التذكرة بربطة عنقها الحزينة …

زمر القطار أخيراً ليدفع من فوهته العليا كل آهاتنا القابلة للاحتراق.

الاسمبريد إلكترونيرسالة