JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

في أركان ذلك المكان



بقلم الكاتبة دعاء عبدالله الشيخي - صحيفة إنسان


 في أركان ذلك المكان المريب عام1997 وفي أغسطس تحديدًا.

وسط عالم مليء بضجيج الدواخل، المظاهر الجليدية، والكثير من اللاشيء الذي حوّل تلك الملامح الربيعية لملامح خريفية.

وأمّا عن داخلها فهو يبدو كمنزلٍ مهجور قد خلا من الجميع بعد فاجعة هدمت سقف بنيانه..

يحاول الطبيب معرفة حقيقة تلك القصص التي ترويها عليه مرارًا وتكرارًا دون أن يجد مفتاح لحل لغز حياتها.

الطبيب:والدتكِ تتسأل عنكِ باستمرار؛ وتستفسر عن أخر التطورات!

هي:والدتي!

ما هذا الهراء؟

الطبيب: لا أفهم، أين هو الهراء في حديثي؟

هي:والدتي توفيت منذ زمن بعيد.

بعد تنهيدة عميقة قال: وماذا عن والداكِ، أهو أيضًا متوفى؟

بنظرةٍ غريبة ومريبة: أدامه الله لي لأخر أعوامي؛ سيأتي بعد قليل لأذهب برفقته إلى منزلنا.

بنبرة فشل قال الطبيب: وماذا عنكِ لما أنتِ هُنا؟

هي: لا أعلم أنتم جئتم بي إلى هنا دون أسباب.

تحدث الطبيب قائلًا: قيل لي أنّ اسمك فرح، أليس كذلك؟

-ضحكاتها المهزومة أربكت هدوء المكان!

الطبيب:ألستِ الفرح؟

هي:بلى؛ أنا الفرح المعدوم ولربما كان يجب أن يطلقون عليّ اسم الوجوم!


بعد ذلك حدثني الطبيب قائلًا: أتعلمين يا سعاد أنها في كل مرة أحادثها تروي لي قصصًا عكس التي وجدتها في ملفها، والدتها أحضرتها إلى هنا وأخبرتنا أنها تعاني من نوبات نفسية حادة منذ خمسة أعوام أي بعد وفاة والدها، وزوج والدتها لم يستطع تحمل مسؤوليتها.

أمرها غريب يا سعاد تتحدث عن وفاة والدتها التي على قيد الحياة بينما تنتظر والدها المتوفى!

حينها أخبرت الطبيب عن أخر ما تفوّهت به:"لأتعايش مع ألام الحياة وخذلانها شيدت داخل أسوار عقلي مقبرة أحيي بها من أحب، وأقيم بداخلها مراسم عزاء ألمي لأدفن أولئك الذين لا يرغبون في وجودي"


في أغسطس حلت لعنة تُدعى مقبرة الذاكرة.



الاسمبريد إلكترونيرسالة