JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

بين الفقد والشوق




بقلم الكاتبة الأردنية أ. مايا الطاهر – صحيفة إنسان

   

في وسط الذنوب المتلتلة وسط العديد من النغمات، والتساهل في أداء الفرائض، زارني الموت وذهب، وأخذ بُنِيَّتِي الصغيرة، في لحظة صمت وتقلب المزاج، أراها تطفو دون حراك على غير عادتها!

فقد رفضتُ رفضًا قاطعًا، قد أبى قلبي تصديق ذهابها، فرحتُ أُعِدَّ فطارها وأشرع الستائر ليراها النور ويلهوان، أهي غضبى؟ فلِمَ يا صغيرتي لا تأكلين؟

فقد أحسست بتجمد أطرافي، ونيران تسري بين عقلي وقلبي، ماذا يحصل؟

أاستساغَ الجميع موتها ما عدا فؤادي؟

فكيف لها أن ترحل دون سلام أو كلام؟ كيف لها أن تذهب بهذه اللحظة المستبعدة؟

ألا يوجد متجر لشراء الزمن فإني راغبة بالرجوع إلى الوراء، فقد أصابني الشوق الكاوي يا أمي، قد كوى كل الأحاسيس المبعثرة فتحولت إلى رمادٍ خامد ولم يقدر على حرارة شوقي، أذهبت وأهدتني ندبة الحنين حتى لا أنساها؟ فقد بات كبدي يفكر، وبات عقلي يحترق، فإني داخل فوضى ضخمة، أتذهب الروح في لحظة فقط؟

فقد كنتُ مغلقة الأذنين، مشغولة الفكر، كنت أَفِكُّ عقدة المسائل اللاتي حالت بيني وبين قضاء وقتٍ مع (سُلَحْفَتِي)، كنت أتعارك مع الوقت ليفسح المجال لأن أصلي العشاء في وقت متأخر من الليل، في هذه الومضة رأني الموت ولم يخترني، قد تلفت حولي وذهب متكاتف اليديين مع طفلتي، أهذه إشارة؟ أأنا عاصية أم ساهية؟ أهذا إيحاء بأني في لحظة من الزمن قد أكون أنا؟

فإني مبتلى، فقد عدتُ إلى دوامة التفكير، فعقلي لم يستوعب، وأحاسيسي تأبى عن فهم كمّ هذه المشاهدة المنسية، غريب حَقًّا لا أفهم، فإني أعجز عن البكاء، إني منحنية الشفتين، يهاجمني شعور قوي لم أفكر بأن أواجه حتى، أأنا استسلم أم أنه ذهب ومض الفرح من عيني؟

ففي خضم هذا الهول من المشاعر، سمعت صوت المؤذن وخمدَ قلبي وسكن تفكيري، فذهبت راكضة تملأ عينيّ دموعٌ متحجرة، فبت أتمتم ويُسمع صوت القرآن الخافت الصادر من غرفتي.

فإن سويعات فقط أعادتني إلى ربي، أيقظتني عن خمولي، فإني أهملتُ بابًا فيه الراحة والرضا، قد لويت عُنقي عن الفلاح والنجاح، جذبتني الدنيا وتناسيتُ الآخرة، لكن قد أحبني الله رغم ذلك وأيقظني في اللحظة الأخيرة.

الاسمبريد إلكترونيرسالة