أهم 40 موقع ومنصة تعليم مجاني عبر الانترنت

بقلم الكاتبة الجزائرية أ. بلقيس حمودي - صحيفة إنسان

 

هل يستطيع الإنسان أن يتحدى شعور اليأس ؟ سؤال يتبادر لأذهاهنا في أكثر اللحظات التي يسيطر فيها هذا الإحساس علينا و نحن نمضي في طريق الحياة .

نعلم يقينا أنه شعور لا يأتي من فراغ فهو يتملكنا عادة عندما تتعثر خطواتنا أو عندما نصطدم بصخرة الواقع المحزن فتسقطنا أرضا أو عندما نصاب بخيبة أمل في من  وضعنا فيهم ثقتنا عندما كنا نعتقد أنّ العالم رائع و أن من حولنا أروع .

ترى كيف نواجه هذه النكسات ؟ هل نستسلم و فقط ؟ أم نقوم من سقطتنا و ننفض الغبار عنّا بإصرار كأنّ  شيء لم يكن و نمضي في طريق الحياة من  جديد ؟ البعض منّا يعيش اليأس بكل تفاصيله فلا يلبث أن يرى الدنيا من حوله يلفها الظلام الدامس ثم شيئا فشئا يجد حياته قد تحولت إلى ليل طويل . هؤلاء هم الذين يتصورون أنّ آلامهم و مشاكلهم قد أصبحت عبئا ثقيلا تنوء بحمله الجبال فكيف لهم أن يحملوه هم البشر الضعفاء , فيعتزلون الناس و يجلسون على حافة الهاوية في إنتظار أحد ما يدفع بهم إلى أعماقها و يضع نهاية لما تبقى من أيام زهدوا في عيشها لأنهم لا يملكون الشجاعة الكافية لوضع نقطة النهاية بأنفسهم رغم أن هذا الحل ليس من الشجاعة بمكان , و لكن ماذا إن لم يأتي هذا الأحد ؟ الجواب نجده في قائمة المنتحرين التي تزدحم فيها الأسماء يوما بعد يوم .

كيف السبيل للخلاص من هذا الشعور المدمر ؟ وما الذي يجب أن نصنعه بأنفسنا عندما نسقط و نتعثر أو عندما تكثر علينا سكاكين الغدر ؟ كيف نجح غيرنا في الوقوف على قدميه  وواصل المسير غير آبه بتلك الصخور التي أدمت قدميه و هو أكثر ما يكون حماسا و حبا للحياة و للإنطلاق من جديد لبلوغ هدفه ؟ .

إنه الإيمان تلك التركيبة السحرية التي تزرع في القلوب اليائسة الأمل فيزهر من جديد , و تلك الطاقة التي  تبعث الحياة في النفوس من جديد فتعطيها دفعا للمضي قدما تماما و هي الثقة بالله و حسن الظن به التي تعيد التوازن للحياة المنهارة و تمنحها سعادة لا حدود لها  . فالثقة بالله تمنحنا شعور إمتلاك الأشياء و إن كانت بعيدة المنال و الرضا بما نملك و القناعة به تخلصنا من الألام  التي تسكن روحنا لنعيش راحة قد يدفع البعض ثروة لأجل تذوق لحظة منها فالحياة تبتسم في وجه المتفائلين و تعبس في وجه المتشائمين و الثقة بالله تصنع فرقا شاسعا و جميلا في حياتنا .