JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

لغة التواصل ما بين مد وجزر!




بقلم الكاتبة السعودية أ. وفاء آل منصور - صحيفة إنسان

 

نعيش في صندوق الحياة، ونختلط بجواهر وأحجار كريمة من البشر المختلفين والغريبين عن بعضهم البعض، لنقابلهم في معترك الظروف ومحنها.. منهم من تتجانس وتتآلف قلوبهم بل وحتى عقولهم، لنصبح كشخص واحد لا يعترف بالتثنية العددية، لأنه أصبح ملتحماً ومتحداً مع أعداداً أخرى بمثابة الجسد والروح المشترك. ويكون التواصل عهداً وثيقاً ولزاماً أبدياً يجمعنا في شتى الحالات والظروف التي تواجهنا في خضم الحياة وصعوباتها. تقول الحكمة " ما تواصل اثنان فطال تواصلهما إلا لفضلهما أو لفضل أحدهما"، فنجد أن هناك أشخاصاً أوفياء يقدسون لغة التواصل ومبادئها السامية، فيفضلون غيرهم على أنفسهم ويفتدونهم بأرواحهم. والبعض الآخر يترجم هذه اللغة الراقية بدقات هاتفية كل شهر أو أسبوع مع شعورهم بالفخر والعظمة، وكأن حملاً ثقيلاً انزاح عن ظهورهم.. قد يكون خوفاً من الطرف الآخر، وأحياناً أخرى إرضاء للذات من رهبة القبوع في دفاتر النسيان.

لتنسحب هذه الفئة شيئاً فشيئاً أمام جبروت وروعة لغة التواصل الجميلة، لتفضل العزلة وظلال الوحدة الأزلية لتخسر سنداً وأصحاباً بفعل انسحاباتها المتكررة، لتبقى هذه اللغة العظيمة ما بين مد وجزر من قبل من استسلموا أمام شموخها، وبين من احتضنوها بقلوب مرحبة، لأنها من وجهة نظرهم أساس التواجد المستمر في هذه الحياة.

الاسمبريد إلكترونيرسالة