بقلم الكاتبة الإماراتية أ. شيخة الخزيمي - صحيفة إنسان
قال
أهل العلم أن السعادة في العبادة والأنس بالله والسرور بمناجاته ، سرور لاينقطع
وبهجة لاتنتهي .
الإلتزام
بالعبادة وبالذكر والطاعة يجعل الإنسان يعيش آمناً ومطمئناً سعيداً ، قال الله
تعالى :"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ
أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "سورة الرعد 28. فالمؤمن يشعر
بلذة لايشعر بها غيره عندما يسلك الطريق إلى الله ويندرج في مقام الطاعة والعبادة
،ويأنس بالقرب من الله .
تتركز
مكونات الإنسان في السعادة مثلاً من سعادة العقل في التفكير الإيجابي ، وسعادة
القلب في الاستقرار بالعواطف الإيجابية ، وسعادة الجسد بالصحة الجيدة ، وسعادة
الروح بإرتباطها بخالقها سبحانه والإجتهاد بالعبادة ، فكلما زاد الإنسان في الجانب
الروحي كان أكثر سعادة . والمؤمن الذي يخشى الله عزوجل ويجعله أمامه طوال الوقت ،
لاشك يحيا حياة يملؤها الطمأنينة والسلام والسرور كما قال الله تعالى :"مَنْ
عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ " سورة النحل 97. وكما نعلم بأن الدين الإسلامي جاء لسعادة المرء
في الدارين ، في دار الدنيا وفي دار الآخرة ، والشريعة الإسلاميةجاءت لحفظ مقاصد
الإنسان الخمسه ( دينه وعقله وماله ونفسه
وعرضه ) ، وفيها تحقيق السعادة المتوازنه للفرد في حياته وممارستها كأسلوب حياة ،
فالمداومه على الطاعات سواء الطاعات القلبيه والعقليه والفعليه بالجوارح كلها تغذي
الروح ممايثمر أثرها على السلوك ، وبالتالي يتحقق الأنس بالقرب من الله عن طريق
الطاعات المقرونه بالقلب الواعي الحي ، والعقل المتدبر المتأمل . قال الرسول صلى
الله عليه وسلم " من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " كلها نعم عظيمه تدوم بشكر الواهب للنعم
عليها دائماً وأبدا .وما أجمل أن يمد الله بأعمارنا لنعيش فضائل شهرٍ كريم من أفضل
شهور السنة ، ونتعبد فيه ، بأجور مضاعفه عظيمة ، ويحمل في طياته ليلة مباركة وهي
ليلة القدر خير من ألف شهر ، إن إحياء هذه الأيام من ليالي رمضان بالقرب من الله
بالدعاء والعبادات كفيله بأن تمد أرواحنا بالغذاء الروحي الكافي والشافي الذي
يشعرنا بالسلام الداخلي والإحساس بالسعادة ، إن مقدار السعادة عند كل إنسان بمقدار
قوة إيمانياته وعبادته لله عزوجل ، والتلذذ بالطاعات . يا من تقرأ.. شمر عن جوارحك
واسعد بأداء الطاعات ، وأْنس بالقرب من الله ، فوالله ماخاب من عرف الله حق عبادته
، إلا تحقق له كل مايريده ، وتيسرت أموره ، وفتحت عليه المغاليق ، وإن لم يتحقق له
مايريد ، يكفي بأن الله رزقه السعادة بالرضا بما قسم الله له وبسعادة متعة العبادة الروحية.