أهم 40 موقع ومنصة تعليم مجاني عبر الانترنت

بقلم الكاتبة العراقية أ. فاطمة حسين – صحيفة إنسان

الازدواجية تعني وجود أكثر من معيار أو معدل محدد في التعامل مع قضية ما، لاسيما القضايا الاخلاقية والفكرية

تُعتبر  الازدواجية في مستحدثات المواضيع وهي مُرادف مُميز للنفاق فتارةً ترى  مثقف مُزيف يطالب بالتحرر والديمقراطية وتقبُل الآراء وفي  حينٍ آخر تراه يتهجم لمن ينتقد الخطوط الحمر المُفزعة لديهِ

هناك معاير غير أخلاقية تتوافق مع الازدواجية وتتركز بشكل عام  ما بين الواقع والمواقع الإلكترونية.

حيث تجد من يطرح سياق القضايا ويدافع عن حقوق الإنسان والإنسانية بينما في الواقع هو لايُساعد  ضرير  بعبور الشارع تجد من يتحدث  ويطعن بشرف الناس  لأنها غير لائقة بنظرهِ بينما هو في الواقع يفعل الأدنى منها

يتمحور هذا الموضوع بشكل خاص عندما نرى الأسر التي تتعرض بناتهم  للاغتصاب  هم نفسهم من يكتمون  على الموضوع  ولا يُطالبون بحق أبنتهم  ومُحاسبة المجرم وزجهِ في السجون تحفظاً  على سمعة الأسرة وبناتها وتراهم في قضايا عديدة  يحاولون ترتيب زواج هذا المجرم بأبنتهم البريئة لإسكات العيب ولكي لا يعلم بهذهِ الجريمة أحدٍ غيرهم رغم أن أبنتهم هي المظلومة.

أو تجد من يصدع رؤوسنا بالدين والتدين في المواقع ويحتل مركز استراتيجي في انتقاد عيوب الناس بينما هو في الواقع ربما من مدمني الخمر أو  من المتعرضين للناس في الطرقات, نا من المؤمنين بالقانون الذي ينص على أن التشدد الأخلاقي الضاهر يقابلهُ تسيب أخلاقي في الخفاء في أحيان كثيرة.

فمثلاً الأب الذي يعنف ابنتهُ لأنها طلبت الواجب الدراسي من زميل لها في الدوام هو نفسهُ من يخون زوجتهُ في مُعظم الأحيان، لأن الازدواجية الأخلاقية هي التي تقود طبيعة الحال للتناقضات كوصفاً دقيق للكاتبة نوال السعداوي  هذا في ما يخص الازدواجية الأخلاقية, ولو أردنا قياس الازدواجية الفكرية لوجدناها مُتمثلة في

فريديريك إنسل الملقب نفسهِ (بالبروفيسور)،فرانسوا هزبورغ من أكبر المتناقضين في قضايا الأمن الاستراتيجي، تيريز دلِبش مديرة الشؤون الاستراتيجية في وكالة الطاقة الذرية كما وصف مقالاتهم وكتبهم المتناقضة الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس في كتاب المثقفون المُزيفون

وهو يتكلم عن الزيف في الاعلام وقضايا الحروب  بدعم ديمقراطي مُتناقض ومُزيف من قِبل المُثقفون المُزيفون أمثالهم  كقاعدة أساسية للآلاف من مُمارسي الازدواجية في العالم.