JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تأملات مابين الفلسفة والعلم




بقلم الكاتبة اليمنية أ. آلاء عقيل - صحيفة إنسان

 

إن أول حقيقة من المفترض الركون إليها من وجهة نظري هي تركيب الإنسان المكون من جسدٍ وروح كم يركن إليه بعض الفلاسفة، أو جسدٍ وعقل من منظور علماء النفس، أو جسدٍ وطاقة من وجهة نظر الفيزيائيون. لن يشكل ذلك بالأهمية القصوى لطالما كانت الماهية واحدة وإن تعددت صياغتها واختلفت! فإنها تبقى ذلك الجزء الوحيد الذي يتعدى الجسد وحواسه الخمسة. ومن هنا تحديدًا  كانت أول حقيقة عن نفسها. وهي أن اشكال الحقائق تختلف باختلاف العقل الذي يدركها، بشكل رئيسي ومبدأي، وبناءً على ذلك فإن منهجية الحقائق تختلف كذلك باختلاف إدراكها. ومن غير المنطق بالنسبة لي أن أعمم منهجية واحدة للحقيقة والبحث عنها وقبولها دون الأخذ بعين الاعتبار بقية المناهج الأخرى. وما يستنبطه عقلي من هذه الحكمة الإلهية هي أننا  أبدًا لن نصل للروح وحقيقتها بمنهجية بحث حقيقة الجسد. وبرغم تحفظ العلم وحساسيته مع كل ما يتجاوز الحواس الخمس إلا أن ذلك يعكس سبب حقيقة هذا التحفظ. فكمن يخاف من الظلام ويظل يتجنبه دائمًا لأنه يثق بما يراه فقط في الظلمة، فإنه برغم كل  ذلك هو يعكس أن هناك وجود لهذا الظلام وإلا لما خافه!  والعلم يسعى دائمًا لدحض كل ما يتعدى الحواس الخمس والتشكيك بحقيقة ما دونهم، ولكنه يعرف تمام المعرفة أن هناك حقائق لا يمكن الأخذ بها بالحواس الخمس مطلقًا. ولذلك فإن سر الحضارات العظيمة كالحضارة الفرعونية لا زالت لغز وكنز دفين بالنسبة للعقل العلمي ولو أنه فكر في قبول وجود أبعاد أخرى تخضع لقوى أعلى من تلك الحواس الخمس لكانت فكرة وجود بعد خامس أو حاسة سادسة هي الإجابة الأمثل والممكنة لذلك بما يتوافق هذا الرأي مع معظم الفلاسفة  الغربيون والشرقيون فيما يتعلق بالأبعاد الأسمى من حدود الجسد وتأثيرها على العقل البشري. أو كما يدلي بعض علماء العصر بما يدعم ذلك من نظرية الأوتار وأبعاد الكون. ولذلك فأنا شخصيًا اتصالح مع فكرة تنوع منهجية الحقائق وقبولها دون الأخذ المطلق لها. ولم أفهم لماذا تحديدِا حتى الآن مازال الوعي البشري عالق في حدوده الخمسة وينكر المحاولة حتى في الخوض وتجربة واختبار ماهو أبعد من ذلك. خصوصًا أن حقيقة الموجودات لا يتعلق بوجود الحدود الفيزيائية فقط. كما أن ثقة العلم في الحدود الفيزيائية لم تعد جديرة كالسابق. فالعقل بإمكانه اختلاق الكثير من الأوهام وتجسدها للحواس كما لو كانت حقيقية بل ويتعدى ذلك التأثير الحقيقي على الوجود الفيزيائي. كحالات الهلوسة والفصام. فالتحدي إذًا لاختبار الموجودات مازال قائم في كل أبعاده ،وليس من الحكمة بالنسبة لي أن يستقصي الإنسان بعضها بغرض عدم ثوبتها ضمن معايير لا تتوافق أصلًا مع بُعد وجودها وجدارتها بالبحث ويحرم نفسه من التطور ضمن نطاقات أخرى من الوجود التي يمكننا الاستدلال بها. فالعقل البشري يعرف تمام المعرفة أنه ماهو إلا محض طاقة متفجرة في هذا الكون ولكن رغم ذلك إنه على غير استعداد بأي شكل من الأشكال أن يختبر هذه الطاقة ويجازف في المحاولة حتى. إذا كما أن الطريق الذي ليس فيه أضواء كهربائية والذي لا ترى أعيننا ملامحه بوضوح لا يعني أنه غير موجود، أو غير حقيقي! هو يعادل أن ماتراه أعيننا في الضوء لا يعني بالضرورة أنه موجود فعلًا وحقيقي!

الاسمبريد إلكترونيرسالة