بقلم الكاتبة السورية أ. نغم الجوجو – صحيفة إنسان
خُلقنا
في عالمٍ الكائن الحيّ العاقل فيه يُسمى إنساناً .. ولكن .. هل فعلاً كلّ إنسانٍ
يدرك ما معنى إنسانية ؟
لم
نُخلق لنقتل ولا لنعيث الفساد في الأرض ، لم نُؤمر بالتّدمير والتّهجير وتشريد
الأرواح ، وتعظيم القوي وإذلال الضعيف ، وجعل النّاس طبقاتاً متفاوتةً الأعلى منها
يحتقر الأدنى و ينظرون لهم نظرة الدّون والكبر ، ولا لنتفوه بكلماتٍ جارحةٍ فتدخل
كرصاصةٍ مصوبةٍ على القلب فتجعله هباءً منثوراً لا يقوى صاحبه على ترميمه ولمّ
شتاته المبعثر في أرجاء جسده ، وما كنّا يجب أن نسمح يوماً للفقر أن يتسلل إلينا و
يجعلنا هامدين ، ونكون كالدّمى يحركنا من يشاء بالاتجاه الذي يشاء دون أن نقول له
( أفّ) ، ونستسلم للظّروف تاركين دوامة الزّمن كفيلةً بتغيريها هذا وإن تغيرت ، و
نقول الحظّ السيء مرافقٌ لنا والحقيقة الصّادمة أنّه لا يوجد شيءٌ اسمه حظّ؛ هذا
وهمٌ اختلقه قليلو الحيلة ليبرروا فظاعتهم و عدم فائدتهم ، واللهِ ما خُلقنا إلا
لنكون نوراً يجتاح العالم ورحمةً تجعل الخلق أجمع كأسنان المشط لا تفضيل بينهم ، و
جبالاً متحدةً ومتراصّةً لا يستطيع الدّخول بينها أحدٌ إلا بنيةٍ صادقة وفعلٍ طيب
فبالاتحاد قوةٌ وصمودٌ وفي التّفرق ضعفٌ وسقوطٌ ، وأغنياء بالحق وكلام الفصل
والحكمة ، رافعين الرّأس رافضين الخنوع والمهانة ، مستقبلنا بأيدينا لا نسمح لأحدٍ
أن يحرك فيه شيئاً قيد أنملةٍ إلا بموافقتنا ، أصحاب قولٍ وفعلٍ لا نحيد عن الصواب
، خُلقنا بشراً مكرّمين ومُيّزنا بالعقل أفلا نستخدمه ؟
حان وقت الصحوة فكما الله قال لنا كونوا فكنّا يقول لنا زولوا فنزول كأنّنا لم نكن .. فاستيقظوا و ليكن لديكم وعيٌ بأنفسكم قبل فوات الأوان .