أهم 40 موقع ومنصة تعليم مجاني عبر الانترنت

بقلم لكاتبة السعودية أ. زينب الجهني - صحيفة إنسان

 

كثيرًا ما نشعر في تقلب المزاج و فقدان الأمل و الشغف حتى في تلك الأمور المحببة لنا و يبدأ حزن غريب بالدخول إلى أحاسيسنا ونفقد الرغبة في كل شيء كالحديث مع الآخرين أو الاستمتاع بالحياة بشكل طبيعي

ندخل في مرحلة العزلة و الوحدة وتطول ساعات النوم وغيرها من الأمور التي تزيد من الرغبة في الانتحار أحيانا ، تعرف إنها أعراض مرض الاكتئاب وهو مرض نفسي نتيجة تراكم مشاعر وأحاسيس داخلنا لم نستطع تجاوزها بشكل سليم كما أن لصعوبات الحياة وخيبات الأمل والعلاقات المؤذية دور كبير في إصابة الإنسان بالاكتئاب و ليس معروفا حتى الآن السبب الدقيق الذي يؤدي إلى ظهور الاكتئاب و  تشير بعض الأبحاث إلى إن الاكتئاب هو أكثر انتشارا لدى الأشخاص الذين لديهم أقرباء بيولوجيون مصابون بمرض الاكتئاب ولا يزال الباحثون يحاولون الكشف عن الجينات ذات العلاقة بالتسبب بمرض الاكتئاب ، ما أود التنبيه له هنا علاقة الدين بهذا المرض الكثير قد يربط بينهما فيرى من وجهة نظره أن الشخص المكتئب هو شخص لديه ضعف في الوازع الديني وهذا أمر خاطئا في الحقيقة أيا كانت ديانة الإنسان فهو معرض لهذا المرض فهو مختلف في حدته و مدته أيضا والقدرة على علاجه و لإن عوامله كثيرة ومتنوعة علينا أن ندرك أنه مرض نفسي يحتاج للعلاج والعناية كالمرض العضوي والجسدي تماما فالطقوس الدينية باختلاف الأديان ليست العلاج الفعال للاكتئاب .

علينا أن نكون أكثر وعيا مع الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب وعدم اتهامهم بالتقصير في الدين وعبادة الله وبما أننا نتبع الدين الإسلامي فالصوم مثلا والحج وغيرها من العبادات هي واجبة علينا فرض من الله لنستحق رحمته وجنته ولكنها لا تعالج مريض الاكتئاب الذي يفقد الرغبة في الحياة و توقف عن ممارسة حياته بشكل طبيعي ولكنك تجده حالما يستمع للآذان يتجه لأداء الصلاة ، فالاكتئاب مرض خطير لأنه متخفي ويظهر بشكل غير متوقع و يؤثر على طريقة التفكير والتصرف ومن شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشاكل العاطفية والجسمانية ، اليوم يتعامل غالبية العاملين في مجال الصحة مع الاكتئاب كمرض مزمن يتطلب علاجا طويل المدى بالضبط كما يتم التعامل مع مرض السكري وليس كسبب للبعد عن الدين .