بقلم الكاتبة السورية
أ. إلهام ناصر – صحيفة إنسان
في
الرابع و العشرين من نيسان في تمام الساعة الثامنة مساءاً، ها قد انتهت مراسم
الدفن، و في المقبرة حيث بدأ الناس بالذهاب استوقفني ملامح وجه أخته التي كانت و
كأنها لم تفقد أخيها و صغيرها المدلل و لم تكن لعينيها أي بريق يدل على دموع
الفراق و الحزن. تساءلت أي قساوة قلب تملكه هذه الفتاه، ها هو والدها يسند برأسه
على ابنه الأكبر و يشيع بالبكاء و أما عن أمها فقد سكن صوت بكائها عقلي و أشعر
بتلك الغبنة و البكاء كلما تذكرت الحال التي كانت عليها.
تساءلت،
أحقاً كان فراقه بالنسبة لكِ شيئاً بسيطاً و ما أعرفه أنكِ تحملين رحمةً تسع
العالم أجمع، أدهشني منظركِ حقاً، لم تكن ملامحكِ تتكلم إلا عن قسوة قلبك التي
ظهرت في وقت ٍ غير مناسب.
في
صباح اليوم التالي وصلني خبر وفاتها و هي تمسك بصورة أخيها الذي فارق الحياة
بالأمس و كتب خلفها: قد فاز قلبي على عيوني و اختار قلبي البكاء..