JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

فن إدارة العلاقات



 

بقلم الكوتش: إبراهيم العرعاري - صحيفة إنسان

 

 

يقول ابن خلدون في مقدمته: إن الإنسان اجتماعي بطبعه، و هذا يعني أن هذا الأخير فُطر على العيش مع الجماعة و التعامل مع الآخر، ببساطة لأنه لا يستطيع العيش وحيدا بمعزل عن الغير مهما توفرت سبل الراحة و الرفاهية.

 

و حتى عند الوقوف عند مفهوم 'الإنسان' نجد أن الكلمة جاءت من الأنس، أي أن ذات تستأنس بذات أخرى من طبيعتها، وهذا الغير الذي أحيانا يكون 'أنا'، في تواصل وإحتكاك، وينتج عن هذا التعايش تبادل في الأفكار وطفرة في الثقافات وتغيرات في العادات وتشوهات في المعتقدات، فيكتسب منهم وعنه و يأخذون منه وعنه، و بذلك تتكون شخصية عبارة عن مزيج من خبرات و مهارات متنوعة اجتماعية - ثقافية - إنسانية - علمية و عملية.

 

وعموما  هذه هي المزايا الناتجة عن تواجد الإنسان في مجتمع أو داخل وضع بشري و عدم اقتصار حياته على المحيط الضيق والمحدود بالأسرة النووية أو الممتدة.

 إلا أن إدارة العلاقات في عالم اليوم تصطدم بتغير القيم و المفاهيم والتي مع الأسف تراجعت كثيرا و تغيرت بشكل دراماتيكي كبير، بفعل التقنية والمدنية، وأمسى اختيار أسلوب التعامل المناسب مع الغير يبعث على القلق سواء داخل الأوضاع الواقعية أو في وسائل التواصل، و أصبحنا نرى انطواء كل فرد على نفسه و أسرته، فلا يهمه ما يحدث حوله و يكتفي بعلاقات على أضيق الحدود، حتى أصبح الجار لا يعرف جاره و الرجل لا يعرف أقاربه، وبدأ الحديث عن أزمة في القيم، ومع الأبعاد الذي فرضته جائحة كورونا أصبح الأمر يفرض التسوق عن بعد والتواصل عن بعد.

و شيئا فشيئا بدأت تركيبة المجتمع تتغير، حيث يلاحظ أنها تتخذ صورة المجتمعات الصغيرة،

 أي أصابنا الشتات و ضرب البرود علاقاتنا و اقتصرنا مُكرهين وأحيانا عن آختيار على العيش داخل حدود ضيقة، بسبب ضعف الثقة وأيضا لتقدم مغريات العصر الصناعي.

 

واليوم لو سألنا لوجدنا أن الجميع تقريبا يتفق على أنهم لا يثقون بالآخرين و لا يَأمنون دخوله لحياتهم رغم أن الدراسات العلمية تثبت أن السعادة مرتبطة بالتعايش الإيجابي مع الأخر، وحتى يمكن إدارة العلاقات بشكل جيد سأقتصر في هذه المقالة على أنماط الشخصيات التي أوصى بتجنبها :

أولا: الشخص الذي ينتقدك باستمرار؛ الإنتقاد ضروري أحيانًا في العلاقات وبخاصة بين الأصدقاء بحيث يكون هادفًا وبنّاءً ويعمل الى تحسين الفرد للأمور المتعلقة به، لكن احذر الشخص الذي لا يكف عن انتقادك وعلى اتفه الأمور لأنه يعمد الى تحطيمك وازعاجك ليس الا!

ثانيا: الشخص الذي يمارس دور الضحية دائمًا؛ هذا النوع من الأشخاص يستنفذ طاقتك وقد يدفعك الى الإنجرار معه لكي تشعر بالشفقة عليه بدورك الى حين أن تبدأ بالشعور بأنك ضحية الأمر والذي سيدفعك بطريقة او بأخرى الى التهرب من مسؤولياتك!

 

ثالثا: الشخص ذا التفكير السلبي؛ هذا الشخص ينشر السلبية بطريقة معدية في كل مكان يتواجد فيه، لذا أنصح بتفادي هذا النوع من الأشخاص لأنك قد لا تستطيع منع نفسك من الإنجراف معه إلى مدرجات فصول السلبية والتخبط في الأداء الشخصي.

رابعا: الشخص العصبي للغاية؛

يتميز هذا الشخص بانفعالاته الطفولية والعصبية الغير المبررة في الكثير من الأوقات، ويعمل على تفعيل غريزة الرفض ويصنع أجواء سلبية تستنفذ طاقتك الإيجابية التي تعمل على بنائها لذا لا حاجة لأن يكون هذا النوع من الأشخاص في دائرة المقربين منك وأحذر من قدومه معك للمناسبات.

 

خامسا: الشخص المحبط؛

وخاصة اذا كان الشخص من المقربين إليك ، فهو دائما ما يشعرك بالعجز وضعف الإرادة وهو ما أسميه سارق الطاقة، دوما يجعلك ترى أنك غير قادر على الفعل والعمل، ويضحك الأمور أمامك لجعلها تبدو كالجبال ومع كثرة الحديث معه سيجعلك محبط تماما .

 وأخيرا : الشخص الإنتهازي؛ هذا الأخير يتذكرك فقط حينما تكون له مصلحة متعلقة بك ستجده يقترب ويتواصل وبمجرد أن ينتهي منك لن يهتم لك.

أنت لست بحاجة الى هذه الأنماط  من الأشخاص من حولك لأنه لا يودون شيئًا سوى استغلالك بشتى الطرق.


الاسمبريد إلكترونيرسالة