JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

التاريخ وركود الشباب




بقلم الكاتبة الليبية أ. سمية كوري – صحيفة إنسان

 

 

هل نحن أدوات في يد التاريخ أم نحن صانعوه؟!

هذا كان عنوان لمقال كتبته فتاة فرنسية تبلغ من العمر السابعة عشر من عمرها في المرحلة الثانوية.

أدهشني العنوان جداً لحد الذي جعلتني أفكر بمقالتها مراراً وتكراراً فتاة بمقتبل عمرها في عز مراهقتها تسلط الضوء على موضوع كهذا؛

السؤال هنا ،هل التاريخ يصنعنا أم نحن صانعوه!

التاريخ لا يلدْ ولا يتجدد كل عام، نحن أدوات بيد الزمن، الزمن هو الذي يحدد مصيرنا نحن من نصنع تاريخُُ لنا، لأن التاريخ ليس أداة بل تقويم يعاد بعد كل السنون.....

فلنفترض بأن جميعنا أدوات في يد التاريخ، وقتها لن نستطيع أن نحرك ساكنين،  من المستحيل ان يكون الإنسان أداة والتاريخ هو المصير والقدر الحتمي للإنسان ولاسيما بأن الإنسان ابن بيئته. لذلك لابد أن يحرك الواحد فينا عجلة ذاته نحو الوجود والتغيير، لأن البقاء في قوقعة الانتظار من البيئة ربما سيطول الأمر كثيراً،  وبالرغم من كل ذلك هنالك خلل في مجتمعات العربية، المجتمعات التى يكثر فيها المثقفين، والقراء، والكُتاب، هؤلاء يخبئون محصولهم ونتاجهم الأدبي والعلمي، فالقارئ نادراً ما تجد فيه صفة من صفات القراء، كالبلاغة والفصاحة وطلاقة اللسان، وحتى إن هنالك دراسات تؤكد بأن شخص الذي يقرأ مسالم جدا مقارنة بالذين لا يقرأون، ولكن ما نراه هنا احيانا العكس فترى الواحد يقرأ كثيرا للحد الذي لم يترك عنوان لكتاب، ولكنه لا خلق ولا حسن ولا معاملة جيدة تظهر عليه ولاسيما بأن القراءة تثري من ثراء الخلقي قبل الفكري.. ربما هذا السبب هو الذي جعل الثقافة وسيلة للتفاخر لا وسيلة للإصلاح.

 

هنالك سؤال يردده جيلنا دوماً ! جيلنا الجديد يتداول هذه الجملة، لما نعمل وندرس، ونأخذ شهادة وبالرغم من إن أجدادنا وأباءنا لم يدرسوا ولم يلتحقوا بالجامعات.، العلم ليس حكرا على أحد؟

نعم، هذه أسئلة شائعة لطالما سمعتها، ونحن لا نستطيع أن ننكر بأننا في فترة من الفترات وصلنا إلي فترة عجز عن الاستكمال الدراسة لأن هنالك مادة عجزنا عن مواجهتها والوقوف في وجهها.

 

ولكننا جيل لين يستسلم بمجرد قرصة صغيرة.

وهنالك من يقول بأن التكنولوجيا هي السبب، وتأسيسهم خاطئ ،فأنا لست من أنصار الاهتمام بالتأسيس الجيل، لأن معظم الآباء يأسسون أبناءهم على أسس ومبادئ متينة ولكن مع الوقت يتنازل بعض الشباب وهذا الأمر طبيعي، لأن الشاب والشابة حينما يبلغون لعمر معين تتغير وتتبدل بعض من الأولويات والقيم الجوهرية عندهم، وهذا دليل على تأثير البيئة بالنفوس ولا علاقة بالتربية الأهل  بصلة، أحيانا نخطئ وتفشل تقييمنا العشوائي  نظلم الوالدين في الحين الذي تكون فيها البيئة غير صالحة ولا مساندة للشباب.

 

كيف نجعل من شبابنا صُناع تاريخ؟

أعتقد بأن أفضل وسيلة لجعل شبابنا متفاعلين ومتمكنين من استخدام قدراتهم في كل المجالات هي القراءة. القراءة ثروة، ثروة فكرية، موسوعة مشبعة بالعلم ، على الشباب أن يأخذوا القراءة على محمل الإصلاح ،إصلاح من البيئة لا مصدراً للتسلية للقضاء على الملل.... إن الأمم التى تقرأ ترتقي بفكرها وبمنطقها بعيداً عن العاطفة.

 

إذاً بإمكاننا أن نصنع تاريخ لذواتنا ولأوطاننا أولا عن طريق غرس بذرة العلم في نفوس شبابنا الصاعدين الواعدين، فئات التى تنظر إلى الحياة بوجه التسلية والملل لا بوجه الأعجوبة.

 

فعلينا أن نصنع تاريخنا بتسليط الضوء على نماذج التاريخية السابقة بحيث نجعلها ركيزة لاستناد في سبيل وصول نحو خطوة سديدة لنفع المجتمع وخلق جيل مفكر يؤسس ويبنى تاريخ لوطنه.

 

التاريخ ليس حكراً على أحد، التاريخ موسوعة بشرية يدخلها الجميع كل من هب ودب فأنت صانع تاريخك بحاضرك المشرف أو المشين ،والخيار بيدك, وتذكر ذلك دوما من ليس له ماضي لا حاضر له.

الاسمبريد إلكترونيرسالة