JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

فرنسا وسياسة المصالح



بقلم الكاتبة السورية أ. نصرة الأعرج - صحيفة إنسان

 

تعقيبا على زيارة" الرئيس الفرنسي" ،  ماكرون للسيدة فيروز ، وما أثارته تلك الزيارة من ردود أفعال متباينة، أودّ ان اؤكد هنا وجهة نظر المؤرّخ ، علم عبد اللطيف والتي اعتقد بواقعيتها بوجود أهداف سياسية واضحه بعيدة عن مفهوم التشكيك الشخصي ، بقدر ما هو مرتبط بإدراك طبيعة المصالح بين الدول و التي تسعى العلاقات السياسية عبر أقنعتها المتنوّعة إذ كثيرا ما تظهر في أنشطة ثقافية واجتماعية وحتّى خيريّة لتحقيقها. فالتشكيك المعرفي" هو الأسلوب الأفضل لإدراك الحقيقة ، خاصّة عندما تتعلّق الأمر بسلوك سياسيين .

فالمشكلة ليست عند " فيروز مطلقا إذ يعرف الجميع حيادها عن الصراعات والنعرات والاتجاهات السياسية وحرصها الشديد على أن تبقى كما هي في قلوب الجميع أيقونة السلام والمحبّة والمنفذ الوجداني للشرق و الذي أفسدت صورته الحضارية الوجوه والتدخلات السياسية وهذا ما أكدته

سيدة الشرق فيروز برفضها دعوة السيد ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية لتكريمها في " قصر الصنوبر " ، إدراكا منها بالأهداف الحقيقية خلف ستار الدعوة إذ قدمت مصلحة لبنان الوطن على جميع الامتيازات الشخصيّة المحمولة لها من خلال تلك الزيارة وهو موقف تجاهله الجميع ، رغم حقيقة أن في رمزيته أعظم من "الوشاح النابليوني" الذي قدّمه زعيم السياسة الفرنسية !

ولقد أحرج اصالتها إصراره على القدوم إلى منزلها، فكان من الطبيعي أن تستقبله، ببساطة الشعوب لا بمكر الساسة و أساليب خداعه وذلك بعد رفضها دعوته في قصر الصنوبر فالمشكلة الحقيقية تكمن برئيس دولة ، تقود حكومته جهوداً لتثبيت أركان نظام طائفي يلحق الدمار بوجه لبنان المشرق الذي طالما ساهمت فيروز بصناعته ،  فليس ماكرون في لبنان الامس من اجل زيارة تكريم خاصّة!

بل لمنع تحقيق أهداف التغيير الديمقراطي والذي ساهمت سيدة الشرق فيروز في صناعته ليعيد للبنان وللوطن الكبير وجهه المشرق

والذي أصبح أكثر من ضرورة حياتية للبنان الوطن والشعب وخاصة بعد جريمة تفجير المرفأ، وما أظهرته من عمق فساد السلطة الذي نخر مؤسساتها فشوه صورة لبنان فماكرون في بيروت ليس بهدف تكريم الأصالة فيروز ، ولا لحماية النموذج المشرق الذي صنعته !

إّنه في بيروت لانتشال السلطة اللبنانية العونية وللمحافظة على حالة التوازنات التي تضمن هيمنة حزب الله, فقراءة حدث التكريم بمعزل عن هذا السياق يبتعد عن الوعي الموضوعي المقصود.

الاسمبريد إلكترونيرسالة