تسبب فيروس "كورونا" المستجد بمآس حقيقية لعاملات المنازل حول العالم، إذ سجلت أرقام بطالة كبيرة بينهن، فيما تعرضت أخريات لمضايقات شديدة.
وفي الوقت الذي سجلت فيه عاملات المنازل بالأجور اليومية بطالة غير مسبوقة بسبب توقف نشاطات الحياة الاعتيادية، ازداد العبء على العاملات المقيمات لدى الأسر، لا سيما في الشرق الأوسط.
وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من أن عاملات المنازل سيواجهن على الأرجح طلبات طبخ وتنظيف ورعاية إضافية بما أن عائلات بأكملها تبقى في المنزل طوال اليوم والأطفال لا يذهبون إلى المدارس.
ونوهت المنظمة بأن "القيود المفروضة على مغادرة المنازل تعني أيضا أن أصحاب العمل قد يجبرونهن على العمل يوم إجازتهن القانوني. وقد يمنعونهن أيضا من مغادرة المنزل حتى لو سمحت السلطات بذلك".
وقالت المنظمة إن رغبة أرباب الأسر بتعقيم منازلهم خوفا من كورونا قد يأتي بنتائج خطيرة على العاملات، إذ يُطلب منهن مضاعفة استخدام مواد التنظيف، دون منحهن معدات واقية، ما يتسبب بحروق ومشاكل أخرى لديهن.
وأوضحت المنظمة أنه "يتعيّن على دول الخليج ولبنان والأردن، التي تستضيف أعدادا كبيرة من العاملات المنزليات المهاجرات، أن تعالج هذه المخاطر بحملات تلفزيونية وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتوعية أصحاب العمل بشأن التزاماتهم المتمثلة في احترام حقوق عاملات المنازل".
ولا يعبأ الكثير من أرباب الأسر باحترام قوانين العمل، ويجبرون العاملات على خدمتهم أكثر من 8 ساعات باليوم، ولا يمنحوهن عطلتهن الأسبوعية، ويحرمهن البعض من التواصل مع ذويهن.
وتستعرض "عربي21" في هذا التقرير جانبا من معاناة هؤلاء النسوة في دول مختلفة من العالم.
لا عمل ولا تعويض
وأوضحت المنظمة أنه "يتعيّن على دول الخليج ولبنان والأردن، التي تستضيف أعدادا كبيرة من العاملات المنزليات المهاجرات، أن تعالج هذه المخاطر بحملات تلفزيونية وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتوعية أصحاب العمل بشأن التزاماتهم المتمثلة في احترام حقوق عاملات المنازل".
ولا يعبأ الكثير من أرباب الأسر باحترام قوانين العمل، ويجبرون العاملات على خدمتهم أكثر من 8 ساعات باليوم، ولا يمنحوهن عطلتهن الأسبوعية، ويحرمهن البعض من التواصل مع ذويهن.
وتستعرض "عربي21" في هذا التقرير جانبا من معاناة هؤلاء النسوة في دول مختلفة من العالم.
لا عمل ولا تعويض
"عربي21" تحدثت إلى إحدى العاملات الآسيويات في الأردن، التي كشفت عن أشكال من معاناتها والمئات من نظيراتها.
وقالت العاملة "ر.ج"، إن إجراءات الحكومة المشددة تجاه فيروس كورونا منعتها من الوصول إلى منازل الأسر التي كانت تعمل لديهن بشكل دوري.
وأوضحت أن تخفيف الإجراءات المتبعة، عبر السماح للمواطنين بالتنقل بين الثامنة صباحا والسادسة مساء، لم تحسّن من وضعهن؛ إذ إن جل الأسر لا تزال تتخوف من جلب العاملات؛ تحسبا من انتشار "كورونا".
ولفتت إلى أن مشكلة العاملات بالأجور اليومية في الأردن وغيرها من دول المنطقة أن الإقامة والتصريح الذي قدمن عليه لا علاقة له بالعمل في المنازل، وبالتالي لا يمكن أن يتم تعويضهن من قبل الجهات الحكومية، ولا يُعتبرن ذات أولوية بالمساعدة من قبل المنظمات الخيرية.
وتعيل "ر.ج" أسرة في بلدها مكونة من 5 أشخاص، قالت إن آخر مرّة تمكنت من تحويل مبلغ مالي لهم كان مطلع شباط/ فبراير الماضي.
وقالت العاملة "ر.ج"، إن إجراءات الحكومة المشددة تجاه فيروس كورونا منعتها من الوصول إلى منازل الأسر التي كانت تعمل لديهن بشكل دوري.
وأوضحت أن تخفيف الإجراءات المتبعة، عبر السماح للمواطنين بالتنقل بين الثامنة صباحا والسادسة مساء، لم تحسّن من وضعهن؛ إذ إن جل الأسر لا تزال تتخوف من جلب العاملات؛ تحسبا من انتشار "كورونا".
ولفتت إلى أن مشكلة العاملات بالأجور اليومية في الأردن وغيرها من دول المنطقة أن الإقامة والتصريح الذي قدمن عليه لا علاقة له بالعمل في المنازل، وبالتالي لا يمكن أن يتم تعويضهن من قبل الجهات الحكومية، ولا يُعتبرن ذات أولوية بالمساعدة من قبل المنظمات الخيرية.
وتعيل "ر.ج" أسرة في بلدها مكونة من 5 أشخاص، قالت إن آخر مرّة تمكنت من تحويل مبلغ مالي لهم كان مطلع شباط/ فبراير الماضي.
جنوب أفريقيافي جنوب أفريقيا وحدها، تعمل 1.2 مليون عاملة منزلية بأجور يومية، إلا أن 674 ألفا منهن فقط مسجلات في صندوق التأمين ضد البطالة.
وتم بالفعل صرف تعويضات لنحو 16 ألف عاملة لغاية اللحظة، بعد أن خصصت الحكومة مبلغ يصل إلى 2.1 مليار دولار لتعويض فاقدي أعمالهم بسبب كورونا، بحسب ما ذكر موقع "ميل آند غارديان".
وتواجه نحو نصف مليون عاملة منزلية في جنوب أفريقيا خطر الفقر، بعد بيان من "التأمين ضد البطالة"، يحملهن مسؤولية عدم التسجيل في الصندوق، إلا أن العاملات وغيرهن رددن بأن الموقع الإلكتروني الخاص بالتعويضات لا يستجيب.
وتواجه نحو نصف مليون عاملة منزلية في جنوب أفريقيا خطر الفقر، بعد بيان من "التأمين ضد البطالة"، يحملهن مسؤولية عدم التسجيل في الصندوق، إلا أن العاملات وغيرهن رددن بأن الموقع الإلكتروني الخاص بالتعويضات لا يستجيب.
مأساة في الهندفي الهند، تشير الأرقام الرسمية إلى أن العاملات المنزليات بالأجور اليومية هي 4 ملايين، إلا أن شبكة "بي بي سي" ذكرت أن الرقم الحقيقي قد يصل إلى 50 مليون، نسبة منهم من الرجال.
ورغم سماح السلطات للعمالة المنزلية بالعودة إلى العمل بعد نحو شهر ونصف من التوقف، إلا أن أرباب الأسر لا يزالون يخشون من جلبهم؛ خوفا من تفشي "كورونا".
ولم تتمكن خدمات تقديم العمالة المنزلية من توفير الرواتب للعاملات خلال الشهر الماضي، في الهند، وغيرها من الدول.
وتكمن المشكلة بالهند في أن الطبقة المتوسطة التي تعتمد على العاملات المنزليات، نظرا لأجورهن الزهيدة، لا تحتوي على غسالات صحون وأدوات تنظيف كافية، وهو ما يزيد من تخوفات انتشار "كورونا".
ولا تقف المشكلة عند حاجة السيدات فقط للعودة إلى العمل، إذ إن الكثير من كبار السن لا يمكنهم الاستغناء عن العاملات بالأجور اليومية.
موقع "JURIST"، التابع لكلية الحقوق في جامعة "Pittsburgh" الأمريكية، ذكر أن مشكلة أخرى لدى العاملات في الهند، خصوصا العاملات المقيمات بشكل دائم في منازل أسر أخرى، تكمن في زيادة العبء عليهن، وتعرض بعضهن للتعنيف.
وأوضح أن بعض أرباب الأسر يبتزون العاملات لعدم توفر فرص أخرى لهن حال مغادرتهن، وبالتالي يضاعفون ساعات عملهن، ويحرمونهن من الإجازة الأسبوعية.
وحذّر الموقع من خطورة تزايد حالات التحرش اللفظي والجنسي في العاملات، في ظل الانشغال بتفشي فيروس كورونا.
تحرش وابتزازصحيفة "uol" البرازيلية نشرت تحقيقا صادما، يظهر ارتفاع نسبة التحرش بحق العاملات المنزليات.
ونشر التقرير صورا من محادثات بين عاملات منزليات ورجال يستدرجوهن إما بأساليب مباشرة أو التوائية، ويعرضون عليهن الأموال مقابل الجنس.
ولفت الموقع إلى أن العديد من العاملات المنزليات تعرضن للتحرش المستمر، وذلك بعد نشرهن أرقامهن الشخصية في مواقع مختصة بالعاملات المنزليات، وذلك بعد توقف أعمالهن بسبب تداعيات "كورونا".
وأوضحت منظمة المجتمع المدني "themis" أن الأرقام الرسمية في العام 2015 كانت تشير إلى وجود أكثر من 6 ملايين عاملة منزلية في البرازيل.
وتابعت المنظمة الحقوقية بأن في أمريكا الجنوبية نحو 19 مليونا يعملون في المنازل، نسبة 95 بالمئة منهن من النساء. وتابع بأن حملات حثيثة تجري خصوصا في البرازيل، وكولومبيا، والإكوادور، بهدف منح المرأة العاملة بالمنازل حقوقا تحفظ كرامتها، إضافة إلى دورات تثقيفية لهن بالحقوق التي يجب ألّا يتنازلن أو يغفلن عنها.
حملات دعم"دائما ما اعتنوا بنا، حان وقت الاعتناء بهم"، تحت هذا العنوان طالبت مجلة "التايم" الأمريكية بحملات دعم للعاملات المنزليات، على غرار ما قدّم للعاملين في المجال الصحي في معركة "كورونا".
وأوضحت المجلة أن دور العاملات في تقديم المساعدة للأطفال، وكبار السن، إضافة إلى التنظيف، وغير ذلك من الأمور المنزلية، يستدعي تقديم الدعم لهن، لا سيما من توقفن عن العمل بسبب الفيروس.
وأطلق في الولايات المتحدة "التحالف الوطني لعاملات المنازل" صندوقا لرعاية العاملات، بدعم من 85 ألف متبرع، إذ تم جمع ما يزيد على 4 ملايين دولار.
وذكّرت "التايم" بأن العاملات المنزليات، وجلهن من المهاجرات، هنّ من صعدن 13 طابقا لإيصال الطعام والماء للمسنين في إعصار ساندي، وكنّ آخر من غادر الأحياء المنكوبة، وبالتالي لهن فضل على المواطنين، يستدعي رد جميلهن.
وتابعت المنظمة الحقوقية بأن في أمريكا الجنوبية نحو 19 مليونا يعملون في المنازل، نسبة 95 بالمئة منهن من النساء. وتابع بأن حملات حثيثة تجري خصوصا في البرازيل، وكولومبيا، والإكوادور، بهدف منح المرأة العاملة بالمنازل حقوقا تحفظ كرامتها، إضافة إلى دورات تثقيفية لهن بالحقوق التي يجب ألّا يتنازلن أو يغفلن عنها.
حملات دعم"دائما ما اعتنوا بنا، حان وقت الاعتناء بهم"، تحت هذا العنوان طالبت مجلة "التايم" الأمريكية بحملات دعم للعاملات المنزليات، على غرار ما قدّم للعاملين في المجال الصحي في معركة "كورونا".
وأوضحت المجلة أن دور العاملات في تقديم المساعدة للأطفال، وكبار السن، إضافة إلى التنظيف، وغير ذلك من الأمور المنزلية، يستدعي تقديم الدعم لهن، لا سيما من توقفن عن العمل بسبب الفيروس.
وأطلق في الولايات المتحدة "التحالف الوطني لعاملات المنازل" صندوقا لرعاية العاملات، بدعم من 85 ألف متبرع، إذ تم جمع ما يزيد على 4 ملايين دولار.
وذكّرت "التايم" بأن العاملات المنزليات، وجلهن من المهاجرات، هنّ من صعدن 13 طابقا لإيصال الطعام والماء للمسنين في إعصار ساندي، وكنّ آخر من غادر الأحياء المنكوبة، وبالتالي لهن فضل على المواطنين، يستدعي رد جميلهن.
عربي 21