JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

فهلا عذرتموني؟




بقلم الكاتبة السورية أ. إلهام ناصر - صحيفة إنسان

 

كبرت و تعلمت أن باستطاعتي أن أكافئ نفسي بهديةٍ صغيرة، بزهرةٍ على طرف الشارع العام، كبرت و تيقنت بأن فاقد الشيء يعطيه و بكثرة، و أن الكاتب قد يبكي أحياناً، و أن اليد الواحده تصنع الكثير، تعلمت أن أواجه العواصف بثباتٍ لوحدي أن أمدَّ جذوري لباطن الأرض و أتمسك بما تبقى من أملٍ لديّ، تعلمت أن السكوت قد لا يكون علامة الرضى و أنهُ في أغلب الأحيان هدوءٌ واسع يصاحبه الكثير من البكاء، تعلمت أن القوة لا تعني الصلابة و طيبتي ليست بغباء، و أن عليّ أن أقاتل لكي لا أكسب رضى الناس، تعلمت أن أكون بنفسي لنفسي.

كنت أظن في صغري بأن جميع أمنياتي ستتحقق مثل الحكايات، و أن السرير مكانٌ للراحةِ لا للبكاء، و أن أكبر الأوجاع هي الذهاب للمدرسة، و أن أقسى أنواع الانتظار عودة أبي من العمل، كنت أعتقد أن أسوء الناس شخصياتٌ خياليه، و أن أكبر ذنبٍ هو سرقة الحلوى من الدكان، كنت أعتقد أن لا وجود للنهايات الحزينه وأن الحزن لن يرى وجهي يوماً.

فهلا عذرتموني؟ أقسم لو فتحتم صدري لعذرتموني؟ لا بارك الله في كلماتكم القاسية علي، ولا في الحزن الذي تبنوه على أوهامكم، ولا في ظنونكم التي لا صحة لها عني.

و ختاماً لنا يوم الوعيد موعد.

NameEmailMessage