JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ما الذي يوقظ القمر ؟



 

بقلم الكاتبة العراقية أ. خلود الحسناوي - صحيفة إنسان


ما الذي يوقظ القمر؟

————————-

ذاكرة ٌ بلا وعي

ورأس ٌ مثقوب ،

معلق ٌ على هامش المستحيل ..

 

نَطقَتْ رصاصة ٌ،

حينما انتفض الأموات ..

حينما استيقظ الناس من نومهم ..

في بلدي لم تعد الاشياء متشابهة ..

والأمنيات صارت مستحيلاً ..

إنها  تعتذر من الموتى ..

جموحها ليس هناك مايوقفه ..

شريكة الحروب ،

 

تعتريها رغبةٌ قاتلة ..

تشتهي رائحة الدم

وذاك الترقب

المخيف في الشوارع ،

كلا،

أنا الشهيد ..

لن آخذ النصف من أي شيء..

ولن أرتضي إلّا اكتمال الأشياء ..

كتبتُ  على الأحجار أمنياتي ..

ومع الريح أرسلتُ أهاتي ..

أعطني السماء كلها!

والبحر والجبال وهذا الكون القصيّ !

كل هذه الأشياء لي ..

ولن أقبل أقل منها،

بكلمات تتراقص بين شفتي الباهتتين ..

كلمات سلام ٍ ..

إلياذة عشق للأيام ..

اردد ..

إنها أرضي مَهيبةٌ  ،

 

يحّمَرُّ خدها لو غازلها الطير ..

تشظى عليها جسدي اشتياقا ً..

ولَملمَتهُ جدران حجرتي الخالية من السقف..

وانحنت أمي تبكيني ..

بدموعها المقدسة ُجسداً ،

ممزقاً

كان يمشي أمامها لسنين ..

سرقتهُ منها رصاصةٌ رعناء ..

وتلك الدهشة على وجوه أصحابي ،

تعذبني ،

تخيفني ..

يا إخوتي أنا معكم ،

فقد ضحكت ُعلى تلك الرصاصة ،

فهي لاتعلم أنَّ المظلوم لايموت ..

حَسِبَتْ أنها تخيفني !!

بزغ الفجر عندما هطل دمي كالمطر ..

وسألت ُ..

ما الذي يوقظ القمر!

آه من متعة السهر..

بفجر ذاك الليل

يعلو صراخ الولادة

وتضطرب الرياح

وتعلو الدهشة كل النجوم

وتتنفس الأشجار شهيق الحكايا ..

وظهرت الشمس ،

وباركت ولادة الفجر ،

واحتست نَخب نحيب الليالي ..

وسَمتْ نحو السماء قوافلِ الأبطال..

تاركين وراءهم قصص البطولة

في البحث عن الأمنيات ..

اليوم موعدنا ..

فلن تُسرَقَ أحلامنا بعد اليوم ..

ولن تخيف الأمهات الأطفال..

ولن تكترث الجميلات لصوت كعوبهن ،

ماشيات متبخترات

يتحدثن عن حبيب ،

أو لون أحمر شفاه جديد ..

يرتدين جميل فساتينهن ..

يغسلن وجه الحياة من أثر الحزن ..

ويعزفن موسيقى سومرية ،

بقيثارة المجد فوق الجنائن البابلية ..

ليبدأ عهد ٌجديد ،

ورواية جديدة ،

اسمها

أهزوجة جنوبية ..

فيها سِيَّر ٌ من  نورٍ ،

 

بذاكرةٍ بلا وعي .

الاسمبريد إلكترونيرسالة