JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

خراب رأسي




بقلم الكاتبة الأردنية أ. مايا الطاهر – صحيفة إنسان

 

دقت الساعة الثانية عشر، وعاد الخراب إلى رأسي، إني بحالة يرثى لها، أحتاج إلى غرفة في العناية المركزة، لكن الصمت يسود بشكل مستمر، أأحدهم أخاط فمي وذهب؟

فإني أخشى نفسي، إني أهرب راكضة من الظلام الدامس إلى ضوء الفجر ، فأصل منهكة متعبة، ألا يوجد محطة للاستراحات؟

فقد ضاقت الدنيا بي، إني أرى الشوق ينتظرني، وأرى الفراق شديد القرب مني، أرى الحب يحترق وسط مجاملات عديدة.

كبرت ورأيت وحشة العالم يا أمي، فإني أريد العودة، قد أتعبتني هذه الرحلة المطولة، فقد انهمرت دموعٌ كثيرة في هدوء، قد سالت بسبب تنازلات نفسي لنفسي. فإني أصارع ذاتي، أسمع منازلات قاسية وأقف حائرة، فأين أشرد، إلى أين!

فها أنا أكتب جملٌ مصطفى، أنقل احتراقي إلى قلمي، فلعلِ ألقى من يلتمس نزيفي هذا، لكن أصادف ابتسامات الجميع وتهاتفهم، لِمَ؟ هل وجع الروح موسيقا لديكم أم أنكم مغرمون بالجملة المتلطخة بالإرهاق؟

فأظن أن دواء روحي هذا أصبح غير مُجدٍ ، فقد خسرت آخر منجى ومأوى لدي، فكيف أرى بصيصُ الأمل؟

فإني أبوح الآن طالبة المساعدة، إني وحيدة في وسط العديد من الأصدقاء، إني سعيدة في أوقات خارج الأربعة والعشرين ساعة، ألتقي بنفسي فأسرح بها لأرسم تخيلات عدة لعلها تحدث، ورغم هذا يهرب البكاء مني، أمنهول قساوة المنظر أو أنه لن يجدي نفعًا؟

فإني ضاحكة الوجه عالقة في هذا، إني انتظر، لكن من انتظر؟ رجوع نفسي كما كانت؟ وإن عادت فما الاختلاف إن كان المحيط حارًا مزدحمًا بالفوضى؟

فإني أسهر دومًا مع تساؤلات عدة منها العلمية ومنها العاطفية، لكنها مهجورة من الإجابة، وبعيدة جدًا عن فهم المتلقي، فإني كمن يكون في وسط الصحراء مفتقرة الماء، فإني أجاهد باحثة عن نفسي لألتقي بها، لتغسل وحدتي وتبرد جوفي.

فإني  وعلى الرغم من عدم استقراري النفسي سأقدم يداي لرفع من سقط، سأسعى جاهدة حتى لا أرى نفسي التائهة تلتقي بآخرين أضلوا الطريق أيضًا، فإني أريد حياة واقعية إلى جانب أفراد يتدفق منهم القيم والفكر، فقد صنعت لوحة كتبت عليها أن نهاية هذا الطريق لحنٌ حزين فلا تخطوه. فقد أخذت وعدًا على نفسي بأني سأبقى مقوسة الشفتين، أبعث الضوء لمن أنفذهُ، وأخيط من وجعي نجاة، لعله يُسحب، يتورد، ويُنسى.

فهل انتظر إجابات عن هول التساؤلات هذه أم كالمعتاد؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة