JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الهاربة 5



 

بقلم الكاتبة الفلسطينية أ. خولة الرغمات -  صحيفة إنسان

 

 

 

-على الإفطار: تفعل لارا ما تفعله عادةً صار ذلك لعبةً لها الآن، رفض الطعام، وهزُّ رأسها رافعةً ذقنها ضاغطةً على شفتيها.. تدفع بقبضتيها الصحن الذي أمامها، ينفذ صبر نيمار سريعاً ،يقول لي: "ليس لديَّ وقت لهذا، عليكِ أن تقومي به أنتِ.. ينهض واقفاً ، وهو يناولني الملعقة ،وتعبير الاستسلام على وجهه،

أودّْ أن أحدثهُ عن مرضي ،أودُّ ذلك بالطبع؛ لكني لا أستطيع إخبارهُ.

بعد خروج نيمار إلى عمله، جلست إلى طاولة المطبخ لأخوض معركةً مع لارا من أجل إفطارها.. عندما ننتهي من الطعام أخيراً وتبدأ طفلتي باللعب وحدها سعيدة.. أسمح لنفسي بالبكاء دقيقة واحدة، لا أتيح هذه الدموع لنفسي إلا نادراً.. فقط عندما لا يكون نيمار هنا.. بضع لحظات فقط حتى أنفسّ عمّا في صدري، كان ذلك عندما ذهبت لأغسل وجهي بعد فراغي من إطعام لارا، لاحظتُ كم أبدو متعبة، كم أبدو مبقّعة، مهلهلة ،أنتزع اللصاقة القذرة عن طرف إصبعي وأنظر إلى اللحم الشاحب المتجِّعد تحتها وإلى الدّم المتجّمد عند حافة أظفري، أضغط ظفر إبهامي الأيمن في قلب ذلك الجرح، أشعر بالجرح ينفتح، ألمٌ حادٌّ..حارٌّ..أحبس أنفاسي..يبدأ تدفق الدّم من الجرح، عندها انتابني ذلك الإحساس من جديد الحاجة إلى الهروب بعيداً، حيث لا يراني أحد.

 

أنا مستيقظةٌ منذ ساعات، لكني لا أزال أرتجف، وخديَّ تبللهما دموعي ،وتهتزُّ ساقاي عندما أهمُّ بالجلوس على الكرسي، استيقظت من حلمي مذعورةً مرتجفةً أحسُّ أنّ كلّ ما عرفتهُ كان غير صحيح، وأنّ كلّ ما رأيتهُ عن مرضي، وعن هروبي ما كان إلا صوراً صنعتها في رأسي وأنَ لا شيء من هذا كله كان حقيقياً.

الاسمبريد إلكترونيرسالة