JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

كيف ممكن للحب أن ينسحب بهذه السهولة؟



بقلم الكاتبة الأردنية أ. مايا الطاهر – صحيفة إنسان

 

بين العديد من الأحاسيس والهول الكبير من المشاعر المتخبطة، توجد زاوية على اليسار معطرة بعبق النقاء والإخلاص، هي مكمن تفوح منه المحبة الأصيلة، تشردُ من دقاته لمسات الدفء، تتزاحم منه طعم الاكتفاء،

 فكيف لركنٍ صغيرة أن يُحكِم السيطرة على وعي إنسانٍ ناضج؟

فهو "الحب" يدخل فيدمر مراكز الواقع والمنطق، يدخل فتتراكض الحروف وتتساقط عن وصف ما يضج به الداخل،  يسلب خيط العقل ليعجز عن إخاطة حروف عدة، يسحب الخوف ويضاعفه ليحوله إلى قلق، أرق، واهتمام، يجعلك أخر اهتمامات نفسك، فما أن باشر بالدخول فما لك غير الصمت والجلوس، هو ومضُ الفرح والنشاط، إنارة للصدر والتنفس، نور إضاءة للعينين، يدخل فيحولك إلى آلي المشاعر، يجعلك تسير من خارطة كبدك، يدخل ويلقيكَ في حفرة ذاتك، تُكبل وتُقذف في طيات نفسك بين حروف عقلك التائهة، لكن هل يمكن أن يضيق الصدر؟ أن تتكحل العينين بالسواد حدادًا على الحب ومنه؟ هل من الممكن أن تُعدَم بسبب الحب؟ أن تترك نفسك له ثم يتخلى عنك؟ هل من الممكن للحب أن ينسحب بهذه السهولة ويستبدل بالكره؟ فما بال العقل المنساب، والمشاعر المنهكة، ما بال الكلمات والفوضى والهدوء، فأين يذهب من أضله الحب وخانهُ؟ في الأصل كيف للحب أن يخون؟ كيف له أن يتحول إلى انقباضات عديدة؛ خوفًا من المواجهة والفقد؟   فإن كان الحب هزيلاً يخشى المواجهة فمن سيقوى على المجابهة؟

فقد تم ترك روحٍ رغم استمرار الحياة فيها، قد بقيت العيون معلقة تتطاير بين الكحل والإنارة، قد تزين الصدر في الزهور المهزولة منها والنشطة، فقد أضل الحب الطريق وبقيت ندوبه المشتتة ...

فأي لمسة ستُغير هذه الحرب؟ أي نَفسٍ سيُخرج كم هذا الهواء المحترق؟ فقد زُج داخل متاهة ليبحث عن عقله ويختاره أو يحفرُ في أحشائه بحثًا عن قلبه ليختاره ويعيد خطواته السابقة، فكيف ممكن للمشاعر أن تتخبط إلى هذا الحد؟ كيف ممكن أن تعجز عن نفسها ومنها؟  

فأين يذهب من أتعبه قلبه؟ من سُجِنَ بين مشاعره وتلونت عيناه بالضياع؟ فهل من واعٍ قادر على مداواة قلبٍ أنهكه الخذلان؟ هل من أحد قادر على مسح الأحاسيس  والذكريات؟

فبعد مضي وقتٍ بعد معارك عدة، بعد الجلوس والإبحار، أعتقد أن حروفي هذه ستبقى مهجورة عن ملاقاةِ إجاباتٍ لها، فكيف حَقًّا للحب أن يكره؟

NameEmailMessage