JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

بعد منتصف الليل!



بقلم الكاتبة الإماراتية أ ريم الغافري - صحيفة إنسان

يعم الهدوء المكان وتنطفئ الأنوار ليعيش البعض في ظلام حُزنه منطوياً بين ذراعي نفسه لا أحد يواسيه ولا أحد بجانبه سوى الظلام والهدوء .. على السرير .. تقلبات يمين ؛ ثم يسار ؛ يساراً ويميناً وتارهٌ أُخرى استلقاءٌ على الظهر ومن ثم النظر للسقف لساعات طويلة من الليل ؛ ثم مراقبة الهاتف أو ما ندعيه بأننا ننظر إلى الساعة ... خيبة ثم نفس عميق ؛ تتلاحق به تنهيدة بارده مليئة بالحزن ؛ محاولة تغيير ما تفكر به وكأنك لا تنتظر رساله من أحدهم أو لا تنتظر مكالمة من أحدهم ؛ ثم ترمي الهاتف جانباً..
 فجأة تبرد الغرفة ويتجمد معها جسدك ؛ حتى البطانيات لن تُشعرك بالدفء ولا حتى كأس حليب دافئ .. ببطء وبلطف حين تحتضن الوسادة بلا وعى منك تسقط تلك الدموع الصغيرة المكبوته بداخلك ؛ ثم يخرج ذاك الحزن وتحكي الدموع حزنها للوسادة ذاتها كل ليله .. كل ليله الحزن ذاته ..
ويظل ذاك السؤال الذي يدور في ذِهنك سؤال واحد فقط أيُ حُزنٍ هذا الذي رسى على سطح هذا القلب الصغير الرقيق والهش ..
فتُحدِثُ نفسكَ ثم تقترِحُ خياراتٍ لعل فيها تخفيفاً لما تشعر به ؛ أأتصل بصديق وأشتكى له لعلَ في شكواي جبرٌ لما أهمني لعله يجبر كسري إن سمعني ؛  لعل هموماً ثِقال تنزاحُ عن صدري ؛ يا ليتَ الطبيبُ يكونُ الداءُ والدواء فيخيط هذا الجرح النازف من عُمق الصدر ويداوي الشروخ فيا ليتهُ يصِفُ لي دواءً يلتئِمُ به الشرخُ والجرحُ ..
مُكالمة هاتفية واحِدة من شخصٍ تظنُ أنه سيجبُر ما فيك من كسرٍ في النفسِ والروح وصديقٌ واحِد تظنُ أنهُ سيُشفى الجروح وأطِباءٌ عِده  تعتقد أنهُم سيخيطون الشروخ ؛ ودواءٌ يلتئِم به الجروح وفي لحظةٍ ما ستعرف أن لا شيء مما ذُكِر هو الجبرُ والكسر ولا الداءُ والدواءُ سيُشفى الجرح ولا شيء مما قيل أن طبيباً سيُخيط شروخٌ طبعها الزمنُ ورسختها الذِكريات .
هُناك من سيسمعُك دون تذمر ولن يقول لك قد مررتُ بهذا كذلك دون أن يُخفف عنك ؛ سيسمعُك دون أن يقاطِعُك سيسمعُكَ وأنتَ بكامِل ضعفك وكسرك سيجبر كسرك ويشفى جرحك وسيبعث السكينة في قلبك الصغير المُتألم من هذه الحياة سيجبر ما فعلهُ بك الدهر سيُشفى تلك الجروح التي لن يجبرها ويشفيها سواه فهو القادر البارئ المصور له الأسماء الحُسنى لن تُخذل ولك رب يجبر خُذلانك ؛ ولن تُكسر ولك رب يجبر الكسر ولن تضعف ولك رب قوى .
وحده الله سيسمعُك وأنت في أشد ضعفك وحده الله سيجبر هذه الروح المكسورة وحده الله سيستجيب لك  حين ترفع يديك وتقول يارب ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) سورة البقرة
كُن على ثقه بأنك إن كُنت مع الله لا ضيقٌ سيرسوا على قلبك ولا نفسٌ لكَ تُكسر وستظل مجبوراً لأنكَ مع الله وتأكد بأن لا هماً سيؤذيك ولا تفكيرٌ سيرهق عقلك وبشرٌ يؤذيك ستظل محفوظاً مُصاناً لأنَكَ مع الله ..
ولا تنسى ذكر الله ليطمئن قلبك لقوله تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) سورة الرعد

الاسمبريد إلكترونيرسالة