بقلم الكاتبة السورية أ. نغم الجوجو – صحيفة إنسان
لطالما
كنت أقول لماذا يطوف في ذاكرتنا تساؤلاتٌ نعرف إجابتها وهي واضحةٌ أمام أعيننا
وتوصلت إلى إجابةٍ مفادها أن طبيعتنا البشرية جُبِلت على ذلك ، خُلِقنا نبحث
ونتقصى و نحاول الوصول و حتى عندما نرتقي إلى مرحلة اليقين تبقى نقطة العودة إلى
السؤال موجودةٌ ، كلّ ما هو موجودٌ من المعارف كان في أصله مبنيّاً على الشّك حتّى
ثبت العكس ، الكون ... الجنين .... الذرات.... الإنسان ... الدين
بعد
تفكيرٍ اكتشفت أنه ليس كلّ سؤال يُطرح يكون الهدف منه المعرفة قد يكون الهدف منه
الاطمئنان على الرغم من التسليم بالجواب ، إبراهيم عليه السلام عندها قال ربّ أرني
كيف تحيي الموتى لم يقلها شكاً بل هو مؤمنٌ تماماً بقدرة الله على الإحياء فجاء
الرّد من الله ( أولم تؤمن) فقال (بلى ولكن ليطمئنَّ قلبي ) التسليم بالأمر واضحٌ
والإيمان جليٌ و لكن الفطرة وطبيعة الخلق تفرض علينا حبّ الاطمئنان وتكرار السّؤال
لهذا السبب ، لذلك تأكيد المحبّة بين الحين والآخر والسؤال عنها ليس شكاً وإنما
للطمأنينة وحبّ الأمان ، سؤال جوابه يترك نقطةً بيضاء في القلب تكون ملجأً في
الليل وفي بعض الأحيان تكون إسكاتاً لخلاف كاد أن يودي لخسارة أحدٍ عزيزٍ وإحياءًا
لعينين و لمسةً حانيةً مسكنةً للأوجاع و جبراً لقلبٍ أنهكته الأيام بضوضائها ،
اطمئنوا من يُحبّكم بصدقٍ سيبقى على هذا العهد ولن ينكث أبداً فلا يسمّى الحبّ
حبّاً إلا اذا سرى في الأعماق وسكنت القلوب بعضها ونُثِر الحبّ بينهما ، والسؤال
ليس ظناً ولكن ليطمئنَّ قلبي .