JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الأرزاق المنسية




بقلم الكاتبة الإماراتية أ. شيخة الخزيمي - صحيفة إنسان

 

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً ، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، غارقون بنعم كثيرة لاتعد ولاتحصى من الله الكريم ، منعمون بأرزاق عظيمه وجليله من الواحد الأحد. يقول أهل العلم والفقه حفظهم الله، من الأرزاق المنسية عند عامة الناس، سكينة الروح، وصحة الجسد، دعوة أم أو أب، لقاء محب، وجود أخ أو أخت، ضحكة ابن، صديق صالح، صلاح نفس، صلاة في وقتها، عين ترى، لسان ينطق، نوم هنيء، جسد معافى، نعيم مترف إلخ، كلها أرزاق منسية.

 

 نِعَمٍ نملكها ولا نعرفها، لا نُدرك أنها نعم، لا نقدر قيمتها، ولا نوفيها حقها؛ كذلك هل نتحدث عن نعمة تسخير الكون بأكمله للإنسان؟، هل نتحدث عن نعمة الإسلام؟، هل نتحدث عن نعمة الصلاة والسجود؟، هل نتحدث عن نعمة المال والولد والصحة والرزق؟، وهل نتحدث عن نعمة المأكل والمشرب والملبس والمأوى؟ عن نعمة العقل.

يقول الرسول صلى الله علي وسلم «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»، يعني من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي في الدنيا، يقول تعالى: (وأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وبَاطِنَةً) (لقمان: 20)، ويقول تعالى: (ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) (النحل: 53)، فينبغي أن لا يستقبل الإنسان  يومه إلا بشكرها وأن يصرف جهده في طاعة الله.

المقام الأول والأولى عند حديثنا عن الأرزاق والنعم ، هو أن نتذكر شكرها، أن نعرف أن مقابل كل نعمة نستشعرها شكر وحمد وثناء وامتنان وعرفان، ومَن أجلُّ وأحق بالشكر من الله تعالى خالق هذه النِعم؟، لابد أن نشكر الله تعالى على جميع نِعمه، وشكر الله على نِعمه ليس هوىً واستحبابا، أشكر متى ما أحب وكيفما أحب وعلى ما أحب؛ شكر النعم واجب أمرنا به الله تعالى: ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ). شكر النِعم قيدٌ لها، إذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها، ومتى كفرت النعم وأهملت شكرها زالت وزال بريق حلاوتها سبحان الله. ولكن كيف يكون شكر النعم؟، يقول ابن القيم -رحمه الله- “الشكر يكون؛ بالقلب: خضوعاً واستكانةً، وباللسان: ثناءً واعترافاً، وبالجوارح: طاعةً وانقياداً”.

يجب أن نعلم أن الله تعالى لا يزداد ملكه شيء بشكر الناس له ونسبتهم الفضل إليه، كما أنه لا يتضرر بكفرهم، لأنه الغني الحميد، ولكنه تبارك وتعالى يحب أن يحمد ويشكر ويرضى عن العبد بذلك، ويكره أن يكفر به وبنعمته ويسخط على العبد بذلك، بل المستفيد والمنتفع بالشكر هو الإنسان نفسه، كما أنه هو المتضرر بالكفر.

يامن تقرأ لي ولك .. جاء في وصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه…: “لا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ” اللهم وفقنا أن نكون من الشاكرين، اللهم آمين. عافانا الله وإيّاكم من زوال نعمه ،وتحول عافيته ،وفجاءة نقمته ،وجميع سخطه.

الاسمبريد إلكترونيرسالة