JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الأكليلِ المقدسِ!



بقلم الكاتبة السعودية أ. نورة عبد الله آل قراد - صحيفة إنسان

 

 

وهل يسهرُ الليلِ الا من به آلمٌ  .. يامشقي العينانِ بالسهرِ

هل أدركت به شفاءِ جرحٌ .. أم زدت سهرٍ على سهرِ

أتيتُ في لحظةٍ إلى زاويةٍ من زوايا الفؤادِ فرأيتُ أكوامٍ حبيسةً لتلك الزوايا عتى عليها الزمانُ ب لياليه, استدارت  من تلك الزاويةِ ذبذبةٍ حنونةَ الترددِ محزنة المضمونِ .

جابت محيطي  واخذت بفكري الى أيامٍ ماضياتِ .. استرجعت بي الى سابقات العمرِ  من الأيامِ

فطرت علي ليلةٍ سطع بها نورِ القمرِ متوهجاً.. في صحراء بها اكوامِ الرمالِ كاجبالٍ مُضِيئاتٍ 

انسل إليها العديد من خيوط نور القمر وكان يغلبُ على المكانِ السكونِ  ونعيقِ البومِ  من اعالي أشجارِ  السلمِ المتنحية في اطراف ذلك المكان

تنفستُ بقوةٍ مظهرةٍ مابداخلي من تكدسات  محاولةٍ طردها إلى خارج صدري لتذهب عني مع  ذرات تلك الرمالِ  تحملها الى اطرافِ مدينتي المقدسة لتخبرها  عني وعن ماحُمل لها مع ذرات الهواء من انفاسي الباهضة الثمنِ ! فهي تحملُ بين ذراتها اسرارٍ ضاق بها محيطي  وتمردت على خلايا تكويني !!!!

فا ابيتُ الا أن أَوْشَى بها الى  ملهمتي التي لن ابوح إلا لها, اخبرتها بأن لي عمراً محدداً أخطو إليه كل يومٍ بعد نفحاتِ انفاسي  واريدُ منها أن تطوق قلبي بذلك الأكليلِ المقدسِ الذي كان مطمعاً للطامعينَ

وان تهبني ذرةٍ من ذرات روائح انفاسها  المدخلةَ إلى جوفي  الإلهام بعبير ذلك الاكليل. فتندمجُ روائح  انفاسي بذرات واكسجين مدينتي حاضنة كلُ جزءٍ من اعضائي  ساترةٍ  لكلِ عيباً من هفواتي عاذرةٌ لكل عذرٍ من اعذاري صادقةَ الوعدُ  بكتمِ اسرارِ أنفاسي استشعرت ما ارسلتُ لها مع ذراتِ الهواءِ  وارسلت الي بصوتٍ يُحملُ عبر موجات سكونها قائلةً لا تكترثي فقد حطت انفاسكِ بين رفات وذرات اطياني واسترجعتُ ذاكرتي فظهر لي ماكان قبلك من اقوامٍ تركوا عظيم الاثرِ والألمِ

وخُلد لهم وبهم تواريخ وآياتٍ من القرانِ استجمعي قواكِ بالعزيز الجبارِ  وخذي الحياة كرسالةٍ فما فاد شاكيٍ كثر شكايتهُ !

هنا استجمعت كامل طاقتي  ورأيتُ في كل مايُحيطُ بي جمالاً لم أراهُ من قبل كانت أسراب من طيوراً تُحلق عالياً تُسبحُ بأجملِ الألحان واهتزت اغصانِ اشجارها والسدر الراسياتِ  قائلةٍ امضي قُدماً ماسكن هنا الا ذي عزيمةٍ تنحتُ بقوتها الجبالِ الشاهداتِ  حينها مدت لي كفاً لايُصافحه الا من كان حافظاً للعهد ومدركاً لعطايا المعطي الوهاب.

رأيتُ حينها عِناقاً بين ارضها والسماءِ مردداً ذلك اللقاء بُركتي ارضاً انجبتِ الاوفياء باذلين الروح بلا تراجع في سبيل تلك العقيدة القوية, فمني إليكم سلاماً أهل وأصحاب المكان المقدس فالسلامُ ما اطمحُ إليه سلاماً سلامًا .

الاسمبريد إلكترونيرسالة