بقلم الكاتبة
العراقية أ. ياسمين ثامر خضير - صحيفة إنسان
أمي
أنا جائعة... أمي أنا أحبكِ.. أبي اغمرني بِأحْضانك،
أشتقتُ لكَ!
كَلماتٌ
بسيطة يستخدمها الجَميع بِشكلًا يومي، لكن هذهِ الكلمات كانتْ أكبر أحلامي!
لا
أريد أن انهض وأمشي علىٰ قدمي! لا أريد أن أقوى وأمسك الأشياء بيديّ، لا أريد أن
أفهم شيء، كُل ما أريدهُ هوَ أن أنطق تِلكَ الكلمات! أنا لا أملك سوىٰ عينان،
لكنها تؤلمني!
كُنت
أدعوا الله يوميًا أن يطفئ النور مِنُها!
هيَ
لا تجلب لي سوى الألم والحسرة، هذا يلعب، هذا يأكل، هذا يدرس، وَهذا يمشي وَيتكلم
! وأنا؟ ماذا عني أنا البائِسة التي لاتفعل شيئ
سوى النظر لِتلكَ النعم! هيَ تقتلني أكثر مِن أن تنفعني! أرى
الجميع يتحرك يبتسم وَيفعل ما يحلو لهُ.. وانا
عاجزة عن كل شيئ، كُل ما أستطيع فعلهُ هوَ أن أرى ولا اتكلم لأني لاأستطيع!
لا
أستطيع أن اتحكم في تصرفاتي حتىٰ! كُل مافعله هوَ النظر، النظر لِكُلِ ما يدور
حولي دون أن انطق بِحرف أو أبكي! ، حتىٰ البكاء صعبًا، مُجرد ألم يأكل جَسَدِي
الصغير ويأخذ مِن صحة أبي وأمي، أما صحتي فَأنا خلقت بلاها، لَمْ أراهَ يومًا!..
أظن
أن هذا أفضل! سأبقى نَقيةٌ ولا يُلوث قَلبي حديث أحمل بهِ غيبة، ولا أفعل شيئًا
يُحسب لي ذنبًا عَلَيْه يومًا! كُل ماافعلُ هوَ النظر إلىٰ هذا العالم المليء
بِالكذب! بِقلب نَقِي مَليئٌ بِالحُبّ وَالصدق!..
وَأنت أيها القارئ لازلتَ تَنزعج مِن أتفه الأسباب وَتنسىٰ كم تملك مِنَ النعم التي تستحق أن تحمد الله وَتبتسم للحياة في كل دقيقة لِأجلها، اكتسب تِلكَ النعم فِي شيء تفخر بهِ يومًا وَلا تفعل ما يجلب لكَ الذنوب، فَأنت تستطيع أن تفعل كُل ماهوَ جَميل، وَغيرك يتمنى أن ينطق فقط!.