JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

أمّي ..ريح العشق




بقلم الكاتبة الأردنية أ. مايا الطاهر – صحيفة إنسان

 

ريح العشق هبت وأبعدتني عن نفسي يا أمي.. منذ الرابع والعشرين من الشهر السابع في العقد الألفين، أخذت نفسًا عميقًا لأخرج إلى الحياة وامض، فجاءت ريح العشق وأطاحت بي في أحضانها قبل رَمَشَتْ عيني الأولى، حتى أُصبت بمرض العشق المزمن، الذي أهلكَ جسدي قبل خطوته الأولى بالنمو، فهل يعشق المرء حتى قبل النظر إلى العينين؟

فقد ولدتُ بعشقٍ يكبر قلبي ويصعبُ على جسدي حملهُ، فتحتُ عيني ورأيتُ جمال الكون أمامِ، خُلقت وحظيت بالجمال والكمال، بالروح والعشق، فتحت عيناي وذرفتُ دموع اَلْحُبّ كلها، فماذا ارتكبت حتى انتقيت لمجابهة نيران العواطف هذه بعمرٍ يقل عن نصف الساعة، حبٌّ ضخم أنهك جسدي اتجاهها لكنه صقله ناحية الحياة، حبٌّ كبير جعل من الكثير الكثير لا قيمة مقارنةً معها، فقد رُزقت بملكة الحب وأميرةُ الجمال، آتاني الله معجزة على هيئة إنسان، رُزقت بفرح الحياة وخوفها، فما إن ندمت علي بصوتها الحنون جعلتني آلي يحكمه قلبه، وما إن أمسكتني بيداها خففت وطأت ألمي وأزالت عواطف الشوق الشائكة، هي أمي، أم قلبي، وأم اللحظات السعيدة، حظيت بها وبحبها، نالت مني بمسكه يد ونظرةُ عين، رأيت في عيناها عجائب الدنيا ومخاطرها، تلمست تضحياتُها من من معالمِ يداها، حِكتُ طريقي من كلماتها وطيات عيناها، فكيف لها بكل هدوء أن تسلب القلب والعقل؟ كيف لها أن تُعطر الجو بكلماتٍ معدودات؟ كيف؟

فحبي لها قد أضاف خوفًا فوق خوفي عليها، فقد تخطت نفسي بِحبها، فهل الحب عادلٌ بهذه الطريقة؟ هل هذا حب في الأصل؟ فإن تسعة شهور تلك أخاطت قلبي بكِ شهرًا يلي الآخر حتى أصبحتِ ملاكي، فضجة العالم بأسره تختفي بابتسامة منبعها قلبك النقي، عُقَدِ الحياة تَنْفَكّ بلمسة يد، ودمعةُ خوفٍ تسقط من عينك تغسلُ عيناي من فوضى هذه الأيام وأقوى.

فأدعو الله بأن يحفظ قلب وصحة ومبسم جميع الأمهات، أدعو الله بأن يغسل قلبهم من هموم الحياة كلها فليت أن الحياة كقلب أُمي .. يا حلوتي.

الاسمبريد إلكترونيرسالة