بقلم الكاتبة السورية أ. إلهام ناصر - صحيفة إنسان
نظر لي يوماً بعيونٍ تحمل معها كل الحب
و الحنان و قال لي:
(( لن أصدق أنك بخير هذه المره، كوني
صادقةً معي ولا تخفي عني شيئاً ولو لمرة واحدةٍ فقط، و أخبريني من الذي دفن الضحكة
من على شفتيك الجميلتين؟ و من أطفأ بك قدرتك على الحياة؟ من جعلك تنامين كثيراً؟ و
زرع العزلة بداخلك؟ من جعلك سوداء إلى هذا الحد؟ أتظنين أني لم ألاحظ ذلك؟
أخبريني يا أميرتي ما الذي تجاوزنا و
قتلكي و أنتي حية؟))
في ذلك اليوم تيقنت بأن هناك الكثير
ممن يهتمون لأمري لكن لم أجد بعد من يعاملني بكل ذاك الإهتمام الذي يأتيني منك، و
أن لدي ما يكفيني من الأصدقاء لكي أكون بخير لكن أنت من كنت تعني لي كل العالم.
أيقنت بأن حبك ليس شيئاً يحتاج لاثباتات ولا أسباب، حبك قد جاء هكذا فجأه كالكوارث
الطبيعية التي لا يمكن لأحد أن يتنبئ بها ولا مقاومتها ولا نسيانها، لا مبادئ لحبي
لك، أحببتك جداً حتى استحلفني قلبي على أن ألقي عليك بتعويذةِ عشقٍ تخفيك عن
عيونهم جميعاً، لأراك وحدي و تبقى لي وحدي..
أعدك بأني سأعتني بك دائماً في دعائي و
صلاتي و بين أحرفي و في ثنايا قلبي، ستبقى بداخلي حتى ينحني ظهري و يصبح ربيع شعري
ثلج شتاء و سأبقى زهرتك أنا يا أبي التي لن تنمو إلا بك، دمت يا أبي لحياتي حياة..