تظاهر أنك بخير

بقلم الكاتبة السعودية أ رهام المالكي - صحيفة إنسان

مثل منزل قديم متهالك هجره ساكنيه مدة طويلة دون زيارته؛ أو تفقده أصبحت أنا من الذي يبقى دون أن يتغير، وتتغير أفكاره ومفاهيمه كلما ازداد عمري يومًا نضج فكري، فإن كنت تريد أن تصبح شخصًا صابرًا واعيًا؛ فتوقع مزيجًا من الصدمات والخيبات المتتالية التي تكون سببًا رئيسيًا في قوتك غداً، سترى في مستقبل أيامك جميع ما سعيت للحفاظ عليه وفقدانه أصابك بالخيبة أمر مضحك للغاية.

ستكتشف أن الشخص الذي كنت ترى استحالة العيش دونه قصة ماضية ترويها وأنت تضحك، سيعرض أمامك كمٌّ هائلٌ من الخيبات والفقدان والانهيارات التي جعلتك بمكانك هذا.

وفي كل مرة كنت أضعف وأفقد صبري كنت أراها نهايتي

لكن أمامنا كثير مما يخفى علينا بالغيب أمامنا أفراح تجعلنا ندمع ونسجد شكرًا لله عليها, سنقابل أشخاصًا يعوضون أماكن الغائبين، سترى أن هناك الكثير من الناس التي تحبك، سترى أن حياتك مهمة للغاية ستطيب شتى جراحك وتتلاشى رويدًا رويدًا، حياتك ستستمر في تحسن حتى تكتشف أن الألم كان مؤقتًا، سترى نفسك عظيمًا لأنك ساعدت الآخرين وأحسنت تعاملك معهم، سيكون هناك الكثير من الأشياء العظيمة في طريقك التي يوجب عليك تحقيقها، سترى أن حياتك قصة جميلة يستوجب عليك سردها حتى تروى، إنني أرى نور النجاح والموهبة في وجوه الصامتين الانطوائيين والمتعبين أكثر منه في حياة المدللين، هناك مقولة مضمونها(كل ذي عاهةٍ جبار)

عند الخوض بها ستتطرق أن الألم والتعب والخيبة والغموض وما شابه ذلك ينتج عنها: بصيص أمل ونجاح تجني ثماره فيما بعد، أخيرًا ضع أمام عينك ( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف).

كن قويًا في المواجهة والتحدي؛ لتتميز بمهارات وقدرات مرضية

تظاهر أنك بخير دائمًا مهمًا عصفت بك الحياة؛ وكن على يقين أن تبقى غامضًا وكتومًا أجمل من شفقة الآخرين عليك.!